لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون. من هم المطهرون ؟ هل هم الإنس أم الملائكة ؟

القرآن
القرآن

يقول الله سبحانه وتعالى : لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون. فمن هم المطهرون ؟ وهل يقصد بهم البشر أم الملائكة ؟ وهل المخاطب بهذه الآية الإنسان أم الملائكة وهل هذه الآية دليل على وجوب الوضوء قبل مس القرآن الكريم؟ حول هذه الأسئلة يقول فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد، مفتى مصر الأسبق، إن المطهرين هم المكلفون، وطهارتهم هي من الحدثين الأكبر والأصغر وطهارة المرأة من الحيض ، ومن لم يشترط الطهارة لمس المصحف من العلماء أَوَّلُوا الآية الكريمة بأن الضمير يعود على اللوح المحفوظ وأن المطهرين هم الملائكة، أو بتأويلات أخرى. ويضيف فضيلته أن أكثر العلماء على حرمة مس المصحف الشريف لغير المتوضئ؛ أخذًا من الحديث: «أَنْ لَا يَمَسَّ الْقُرْآنَ إِلَّا طَاهِرٌ» رواه الإمام مالك في 'الموطأ'، وبذلك فسروا قوله تعالى: ﴿لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون﴾ [الواقعة: 79]؛ أن الضمير يعود على القرآن الكريم في المصحف .

اقرأ أيضا : وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ..إذا كانت الشورى غير ملزمة فلما أثنى الله عليها وهل يثني الله على ما يمكن تجاهله ؟

وعلى ذلك يؤكد فضيلته على أن الأولى اتباع الجمهور القائلين بوجوب الطهارة لمس المصحف الشريف، وللخروج من الخلاف؛ لأن 'الخروج من الخلاف مستحب'، ولكن إذا تسبب الحرص على الوضوء في حمل المصحف ومسه في الوقوع في الحرج والضيق وأدى إلى هجران المصحف وضياع الأوراد فيمكن الأخذ بالقول الآخر الذي عليه طائفة من العلماء؛ لأن 'الأمر إذا ضاق اتسع'، و'من وقع في حرج فليقلد من أجاز من العلماء'. وهم العلماء الذين قالوا بأنه لا يصح مس المصحف بدون وضوء ولا نقله من مكان إلى مكان إذا كان الناقل على غير طهارة لكن إذا كان مسه أو نقله بواسطة كأن يأخذه في لفافة أو في جرابة أو بعلاقته فلا بأس، أما أن يمسه مباشرة وهو على غير طهارة فلا يجوز على الصحيح الذي عليه جمهور أهل العلم لما تقدم.

WhatsApp
Telegram