يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ۚ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ۖ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ، فما هى كبائر الإثم ؟ وماهو الفرق بين كبائر الإثم والفواحش واللمم؟ وما هى أقسام المعاصي ؟ تنقسم المعاصي التي نهى عنها الشارع إلى صغائر ، و کبائر ، و تفاوت الإثم المترتب عليها حسب هذا التقسيم . وبيان ذلك أنه قد ثبت بصريح القرآن وصحيح الحديث أن في الذنوب ما يعظم إثمها ويشتد على المقترف جريرته السبع الموبقات التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها ) ، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات -يعني: المهلكات- قلنا: وما هن يا رسول الله؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات )
وفيها ما هو دون ذلك وهو ما سماه القرآن بالسيئات واللمم وذلك في قوله تعالى :. إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما. وقوله : « الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم ان ربك واسع المغفرة . وقال المفسرون في هذه الآية : اللمم المذكورة في هذه الآية هي: صغائر الذنوب، وهي اللمم؛ لأن كل إنسان يصعب عليه التحرز من ذلك، فمن رحمة الله سبحانه أن وعد المؤمنين بغفران ذلك لهم إذا اجتنبوا الكبائر، ولم يصروا على الصغائر. وأحسن ما قيل في ثبوت الكبائر: أنها المعاصي التي فيها حد في الدنيا؛ كالسرقة، والزنى، والقذف، وشرب المسكر. أو فيها وعيد في الآخرة بغضب من الله أو لعنة أو نار؛ كالربا، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين وهى ذنوب يزيد إثمها في الشهور الحرام .