لماذا يغلب الضعف على الاحاديث الغريبة ؟ وكيف نحكم على صحة الحديث من سماعه ؟

النبي
النبي

تقابلنا في بعض الأحاديث النبوية الشريفة غرابة تجعل من الحديث سببا في لبس الفهم عند بعض المسلمين، حيث يغلب الضعف على الأحاديث الغربية بسبب تفرد بعض الكتب، أو الأجزاء الحديثية غير المعتمدة، ولا المشهورة بذلك الحديث، هو قرينة على ضعف الحديث، وعدم صحته، كما نص على ذلك جمع من العلماء، قال ابن الجوزي: فمتى رأيت حديثًا خارجًا عن دواوين الإسلام، كالموطأ، ومسند أحمد، والصحيحين، وسنن أبي داود، ونحوها، فانظر فيه، فإن كان له نظير من الصحاح والحسان، قرب أمره، وإن ارتبت فيه، ورأيته يباين الأصول، فتأمل رجال إسناده، واعتبر أحوالهم من كتابنا المسمى بالضعفاء والمتروكين، فإنك تعرف وجه القدح فيه، وقد يكون الإسناد كله ثقات، ويكون الحديث موضوعًا، أو مقلوًبا، أو قد جرى فيه تدليس، وهذا أصعب الأحوال، ولا يعرف ذلك إلا النقاد. وقال ابن تيمية: وليس في الأحاديث المرفوعة في ذلك حديث في شيء من دواوين المسلمين التي يعتمد عليها في الأحاديث ـ لا في الصحيحين، ولا كتب السنن، ولا المسانيد المعتمدة، كمسند الإمام أحمد، وغيره ـ وإنما يوجد في الكتب التي عرف أن فيها كثيرًا من الأحاديث الموضوعة المكذوبة التي يختلقها الكذابون، على خلاف الصدق الكامل في آيات القرآن الكريم .

اقرأ أيضا .. رواية حذيفة بن اليمان : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك .. هل قال النبى هذا الحديث ؟

وهذه الضوابط هى التي تجعل أنه لا يجوز للمسلم أن ينشر شيئًا من الأحاديث إلا بعد التأكد من ثبوت نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، وليس كل ما يقال: إنه حديث، يبادر إلى نشره من غير تثبت، فإنه إن لم يتثبت ربما نشر حديثًا مكذوبًا، فيكون أحد الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويناله الوعيد المذكور في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَقَوَّلَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني، وصححه شعيب الأرناؤوط. ففي حديث ابن عباس عند الترمذي، وحسنه: اتَّقُوا الحَدِيثَ عَنِّي إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ. كما أن بيان ضعف تلك الأحاديث، وتنبيه المسلمين إلى حالها، يعتبر من النصيحة للدين، وللرسول صلى الله عليه وسلم، ولعامة المسلمين. حول ذلك فقد قال السيوطي في كتابه: 'تحذير الخواص من أكاذيب القصاص' نقلًا عن الإمام الدارقطني -رحمه الله تعالى- أنه قال: ومن سننه صلى الله عليه وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده الذّب عن سنته، ونفي الأخبار الكاذبة عنها، والكشف عن ناقلها، وبيان تزوير الكاذبين

WhatsApp
Telegram