وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا .. لماذا جعل الله العلاقة بين الرجال والنساء مقتصرة على الزواج فقط

القرأن الكريم
القرأن الكريم

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ( النساء- 1 )، وفي نفس الوقت جاءت الأحاديث النبوية الشريفة لتحث المسلمين على الزواج وتكوين أسرة، ومن ذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم : فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ. ( متفق عليه )، كما شدد النبى صلى الله عليه وسلم على أن الأسرة أمانة ومسئولية يحاسب الله عباده عليها يوم القيامة، ومن ذلك الحديث النبوي الشريف : (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (متفق عليه ).

اقرأ أيضا .. هل يمكن الزواج من فتاة مجهولة النسب؟ الإفتاء تجيب

وقد ذهب جمهور العلماء للقول بأن الإسلام اعتبر أن الأسرة هى حجر الأساس في المجتمع، ولذلك فقد أولت الشريعة الإسلامية للأسرة عناية فائقة، وهى العناية التي تتضح من خلال آيات القرآن الكريم وما جاء في السيرة المطهرة من أحاديث نبوية شريفة. فقد اعتبر القرآن الكريم أن الأسرة ، وقوامها الزوج والزوجة، خلقت من نفس واحدة، وذلك مصداقا لقول الله تعالى: وهو ما تكرر في أكثر من آية قرآنية شريفة، ومنها قول الله تعالى : ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الروم - 21 ). وقد اقتضت سنة الله تعالى في الخلق أن يكون قائما على الزوجية، فخلق سبحانه وتعالى من كل شيء زوجين، قال تعالى : (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)( الذاريات-46)

اقرأ أيضا .. فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ .. ما تفسير هذه الآية ؟ ولماذا تعتبر الإفتاء أن طلاق الحائض يقع

كما أودع سبحانه وتعالى ميلا فطريا بين زوجي كل جنس، فكل ذكر يميل إلى أنثاه، والعكس ، وذلك لتكاثر المخلوقات واستمرار الحياة على وجه الأرض، وجعل سبحانه میل الرجل إلى الأنثى والأنثى إلى الرجل مختلفا عن باقي الكائنات، فالميل عند الإنسان غير مقيد بوقت ولا متناه عند حد الوظيفة الجنسية، وذلك لاختلاف طبيعة الإنسان عن طبيعة الحيوان، فالصلة القلبية والتعلق الروحي عند الإنسان، لا يقفان عند قضاء المأرب فحسب، بل يستمران مدى الحياة. ولما كان الإنسان مكرمة مفضلا عند خالقه - عز وجل - على كثير ممن خلق، فقد جعل تحقيق هذا الميل واتصال الرجل بالمرأة عن طريق الزواج الشرعي فقط، ولهذا خلق الله آدم عليه السلام وخلق منه حواء، ثم أسكنهما الجنة فقال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ) الأعراف: 189

WhatsApp
Telegram