هل هناك قيود على الملكلة الخاصة في الإسلام ؟ وما هى نظرية التعسف في الفقه الإسلامي ؟

القرأن الكريم
القرأن الكريم

من منطلق تصور الشريعة الإسلامية لفكرة الحق فإن الشارع الإسلامي حرص على أن يحفظ للفرد حقوقه في أن ينتفع بملكيته، وفي نفس الوقت حرص الشارع على أن يحمي المجتمع من أن يتعسف في استخدام هذه الحقوق، ولذلك فقد وازنت الشريعة الإسلامية بين أن يحتفظ الفرد بحقوق وبين ألا يلحق التعسف في استعمال هذا الحق من جانب أفراد المجتمع بما لا يلحق الضرر بمصالح المجتمع بشكل عام. وذلك فقد ظهرت في الشريعة الإسلامية نظرية التعسف في استعمال الحق ضمن ما قدمه الفقه الإسلامي للمجتمع، بما يكفل حفظ مصالح المجتمع والفصل بين مصالح الفرد ومصالح المجتمع في حالة تعارض هذه المصالح أو تضاربها. وتعتبر نظرية التعسف في استعمال الحق من أكثر النظريات أصولية في تاريخ الفقه الإسلامي بالرغم من أن المصطلح القانوني لها يعود إلى فقها القانون الغربيين، فقد عرف الإسلام هذه النظرية منذ أن أنزل الله سبحانه وتعالى قرآنه من فوق سبع سنوات على نبيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتحول هذا القرآن إلى شريعة تطبق بين المسلمين، بحيث تحفظ هذه الشريعة حق الفرد وحق المجتمع في نفس الوقت، بدون أن يلحق التعسف في استعمال الحق من جانب الفرد ضررا بالمجتمع.

اقرأ أيضا .. لماذا جمع القرآن الكريم بين المطلق والمقيد ؟ وكيف نستفيد من ذلك في الاجتهاد

إن الاسلام كشريعة خالد جعل لمكانة حق الإنسان في المجتمع حماية خاصة وذلك من خلال الإقرار بجميع الحقوق للإنسان بجميع أنواع هذه الحقوق. وعندما أقر الإسلام للفرد حقوق عمل عل تحقيق التوازن في هذه الحقوق بين حقوق الفرد وحقوق المجتمع وفقا لموازنة شرعية وفقهية خاصة لم تغفل النوازع الفطرية للفرد، مع الأخذ في الاعتبار الضعف الإنساني الذي يميز الأفراد، كما لم تغفل الشريعة الإسلامية حقوق المجتمع. فبينما أقرت الشريعة الإسلامية للفرد بجميع حقوقه، ربطت هذه الحقوق في نفس الوقت بمصلحة المجتمع بحيث لا يتضرر المجتمع الإسلامي من استعمال الفرد لحقه طالما أن هذا الحق ظل في دائرة مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع.

WhatsApp
Telegram