إنما الأعمال بالنيات .. ما هى صحة هذا الحديث ؟ وهل صلاح النية تحول المعصية إلى طاعة ؟

حديث إنما الاعمال بالنيات
حديث إنما الاعمال بالنيات

جاء عن النبى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول: ( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) ، ما هى درجة صحة هذا الحديث ، وما هى النية المقصودة في هذا الحديث ؟ وهل صلاح النية يمكن أن تحول المعصية إلى طاعة؟ وهل تلزمنا النية في كل الأعمال صغيرها وكبيرها ؟ وكيف يمكن أن تكون النية هى الفيصل بين المعصية وبين الطاعة ؟ ذهب بعض المحدثين إلى اعتبار أن هذا الحديث فيه غرابة، لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري ثم اشتهر بعد ذلك فرواه عنه أكثر من مائتي إنسان أكثرهم أئمة، وقال ابن تيمية عن هذا الحديث أنه حديث غريب متواتر مشهور بالصحة.

 

وعلى اشتهار هذا الحديث وتواتره يظن بعض المسلمين أن هذا الحديث يعني أن النية فقط هى التي تحكم على صلاح العمل او عدم صلاحه، أو أن مجرد صلاح النية قد تكون سببا في أن يتحول العمل غير الصالح إلى عمل صالح بمجرد فقط صلاح النية، وهو خطأ شائع في فهم هذا الحديث، لأن النية المشار لها في هذا الحديث هى النية المرتبطة بالأعمال بدون النية مثل الوضوء والغسل والتيمم وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات، وحول معنى هذا الحديث قال الغزالي في مصنفه إحياء علوم الدين : المعاصي لا تتغير إلى طاعات بالنية فلا ينبغي أن يفهم الجاهل ذلك من عموم قوله إنما الأعمال بالنيات فيظن أن المعصية تتقلب طاعة. وقال أيضا: والنية لا تؤثر في إخراجه عن كونه ظلما وعدوانا بل قصده الخير بالشر على خلاف مقتضى الشرع شر آخر، فإن عرفه فهو معاند للشرع وإن جهله فهو عاص بجهله إذ طلب العلم فريضة على كل مسلم.

WhatsApp
Telegram