يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز 'للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون'. فما هو سبب نزول هذه الآية ؟ وما هو تفسيرها ؟ وما هى دلالات هذه الآية ؟ فقد كان العرب يرثون النساء كرهًا، حيث كان يأتي الوارث ويلقي ثوبه على زوجة موروثه ويقول 'ورثتها كما ورثت ماله'، فتصبح ملكًا له يتزوجها أو يزوجها ويستولي على مهرها، فجاء الإسلام ليحرم تلك الأفعال، وقال تعالى 'يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ '.
كل ذلك يؤكد أن الإسلام جاء لتحرير المرأة تكريمها من قبل أن ينادى دعاة المساواة بحريتها المزعومة، فالإسلام رفع المرأة إلى مكانية عالية لم تصل إليها حتى الآن في آخر تطورات المدنية، في الوقت الذي كانت عند بعض الشعوب الغربية وقتها لا تتعدى كونها سلعة خُلقت من أجل متعة الرجل. فالإسلام أكد أن المرأة مساوية تمامًا للرجل في الحقوق والوجابات، بل أكدن أن ثواب النساء في الأعمال الصالحة عند الله تعالى تمامًا مثل ثواب الرجال. ومن هنا ظلت المرأة المسلمة محتفظة بمكانتها زوجة وإبنة وأختًا وأمًا، وتُكرم لدى الشعوب المسلمة لا لاعتبارات شكلها أو سنها، بل لأنها إنسانًا جعله الله خليفته في الأرضن، وتكرم كزوجة وأكد الإسلام على حسن معاملتها وإعطائها جميع حقوقها التي لا تعترف بها المجتمعات الغربية حتى وقتنا هذا، وتكرم باعتبارها مخلوق رقيق ضعيف لا يجوز أن تتحمل ما يتحمله الرجل من صعوبات ومشقة من أجل الحياة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم 'رفقًا بالقوارير'، وقال أيضًا 'فاستوصوا بالنساء خيرًا'.