قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ .. هذا هو الفارق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية

قل هو الله أحد
قل هو الله أحد

يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) يقول ابن القيم الجوزية حول هاتين الايتين في مدارك السالكين : التوحيد هنا الأول يشير إلى حقيقة وجود الله تعالى وما سُمي به من أسماء وما نُعت من صفات وأفعاله وعلو عرشه فوق السماوات والأرض، ومن شاء من عباده أن يكلمه وثبات ونفاذ قضائه، وقدرته وقدره وسلطانه على الأرض والمخلوقات.

أما بالنسبة للتوحيد الثاني الذي ينقسم إلى توحيد الربوبية والألوهية ومنهج السلف في اقتران هذان النوعين، أي أنهم جمعوا توحيد الربوبية وأقرنوه بتوحيد الألوهية فيصبح من يؤمن به هو مؤمن أيضا بقيومية الله فوق عرشه وتدبيره لأمور عباده بدون الحاجة إلى معين فلا يوجد خالق أو معطي أو أيا من أسماء الله تعالى إلا لله ولا يمكن أن يحدث حدثا بدون مشيئته وإرادته، ولا يسقط منه مثقال ذرة في السماء والأرض فهذا هو جمع توحيد الربوبية.

اقرأ أيضا .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ .. كيف يشفي القرآن الصدور

أما توحيد الألوهية فهو أن يكون الإنسان جامع لقلبه وهمته وعزمه على الله تبارك وتعالى ومتوكلا عليه اتكالا تاما والعبودية المفردة له سبحانه وتعالى بدون شك أو ريب وأن يقوم الإنسان بعبادة الله عبادة تامة ويتجلى جمع هذان التوحيدان في الآية الكريمة : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}. لذلك عندما يقر الإنسان بالتوحيد لأسماء الله وصفاته وأقر أيضا بربوبيته وآمن بأنه هو الخالق والعاطي لا يكون موحدا أو مؤمنا إلى أن يوقن بتوحيد الألوهية، ويشهد بأنه لا إله إلا الله وأن الله وحد تبارك وتعالى هو الإله الذي يستحق العبادة وأن يُخلص له القلب والجوارح والإيمان.

WhatsApp
Telegram