يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الزمر : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. ، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ' جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه'.
فالله سبحانه وتعالي هو التواب الرحيم ذو المغفرة وقد دعا عباده في الكثير من الآيات الكريمة إلى أن يتوبوا إليه ويستغفره، فيقول الله سبحانه وتعالي في الحديث القدسي: 'يا بن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم لو بلغت عنان السماء ثم استغرتني غفرت لك، يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب (بما يعادل) الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة' .
يقول محمد بن إبراهيم الحمد، في كتابه الطريق إلى التوبة حول هذه الآية : على هذا يتضح لنا أن الفوائد العائدة من ترك المعاصي والذنوب والعودة إلى الله سبحانه وتعالي في الدنيا تتمثل في إقامة المروءة وصون العرض وحفظ الجاه وصيانة المال الذي جعل الله قواماً لمصالح الدنيا والآخرة ومحبة الخلق وجواز القول بينهم، وصلاح المعاش وراحة البدن وقوة القلب وطيب النفس ونعيم القلب وانشراح الصدر والأمن من مخاوف الفساق والفجار وقلة الهم والغم والحزن، وعز النفس عن الذل وصن نور القلب أن تطفئه ظلمة المعصية وحصول المخرج له مما ضاق على الفساق والفجار، وتيسير الرزق عليه من حيث لا يحتسب، وتسهيل الطاعات عليه وتيسير العلم والثناء الحسن في الناس، واستجابة الدعاء والحماية من الابتلاءات وزوال الوحشة التي بين الفرد وبين الله سبحانه وتعالي، أما الآثار الناتجة من ترك المعاصي بعد الموت تتلقاه الملائكة بالبشري من ربه بالجنة وبأنه لا خوف على الفرد ولا حزن حيث ينتقل من ضيق الدنيا إلى روضة من رياض الجنة ونعيمها.