يقول المولى سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان . فهل نزل القرآن الكريم كله في شهر رمضان ؟ وفي أى يوم من أيام شهر رمضان نزل القرآن الكريم ؟ وهل نزل القرآن الكريم دفعة واحدة على النبى صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ؟ يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية : وفي رواية سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : أنزل القرآن في النصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا فجعل في بيت العزة ، ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة لجواب كلام الناس . وفي رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : نزل القرآن في شهر رمضان في ليلة القدر إلى هذه السماء الدنيا جملة واحدة ، وكان الله يحدث لنبيه ما يشاء.
ويقول البغوي في تفسير هذه الآية عن الكسائي : كتب عليكم شهر رمضان وسمي الشهر شهرا لشهرته وأما رمضان فقد قال مجاهد : هو اسم من أسماء الله تعالى يقال شهر رمضان كما يقال شهر الله والصحيح أنه اسم للشهر سمي به من الرمضاء وهي الحجارة المحماة وهم كانوا يصومونه في الحر الشديد فكانت ترمض فيه الحجارة في الحرارة. ويقول الطبري في تفسير هذه الآية : وأما قول الله تعالى ( الذي أنزل فيه القرآن ) فإنه ذكر أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه