دار الإفتاء تكشف عن أهم ثلاث رخص في رمضان

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

نشرت دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، للتوعية باتخاذ الرخص في الشريعة الإسلامية، ولأجل ذلك خلال السطور التالية نوضح ما هي الرخص في شهر رمضان، بحسب ما ورد عن دار الإفتاء المصرية.

الرخصة في اللغة تعني السهولة، والرخص في الشرع يعني أن هناك ترخيص أي يسره وسهله، وتعني تيسير ورد على خلاف الأصل لرفع المشقة، إذ ورد عن العلامة الإسنوي في التمهيد في تخريج الفروع على الأصول 'وَأما فِي الشَّرْع فالرخصة هِيَ الحكم الثَّابِت على خلاف الدَّلِيل لعذر هُوَ الْمَشَقَّة والحرج' اهـ.

دار الإفتاء المصرية - ويكيبيديا

منشور دار الإفتاء

نشرت دار الإفتاء المصرية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، منشور في بداية اليوم، تتحدث عن الرخصة في الشرع قائلة: 'الأخذ بالرخص في الشرع ليس تَفلُّتًا من التكليف ولكنه انتقال من حكم إلى حكم بسبب الأحوال الطارئة'.

والذي يعني أن تحقيق الرخصة في الشرع والأخذ بها نحن مكلفين بذلك، ولكنه انتقال من حكم إلى حكم وذلك بسبب الأحوال الطارئة، والذي تسبب حالة من الجدال حول مفهوم الأخذ بالرخص.

وذلك كما ورد عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ' ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

رخص رمضان في الشرع

يوجد عدد من رخص رمضان في الشرع والتي يمكن اتباعها والأخذ بها، وهذا لوضع الرخص من إزالة المشقة وتيسيرًا، وأيضا اتباع السنن، ومن هذه الرخض في رمضان هي:

رخصة السفر

ورد تساؤل لدار الإفتاء المصرية حول رخصة السفر، والذي يحمل فتوى رقم 5483، وسأل فيها: ما حكم إفطار الصائم في السفر الذي لا يصحبه مشقة؟ فقد كان السفر في الماضي بوسائل بدائية ويُجِيزُ الفطر، فهل السفر الآن بالوسائل السهلة المريحة يجيزُ الفطر أيضًا؟

وأجاب فضيلة الشيخ حسن مأمون على الفتوى قائلًا:

رخص الله سبحانه وتعالى للصائم المسافر في أن يفطر متى كانت مسافة سفره لا تقل عن اثنين وثمانين كيلومترًا، وأناطَ رخصة الفطر بتحقق وصف السفر فيه دون نظرٍ إلى ما يصاحب السفرَ عادةً من المشقة.

موضحًا السبب في لأن السفرَ مضبوطٌ، فيصحّ أن يدور معه حكم هذه الرخصة وجودًا وعدمًا، أما المشقّة فهي مختلفة باختلاف الناس؛ ولذلك لم يرتب هذا الحكم عليها ولم يرتبط بها وجودًا وعدمًا.

كما ذكر قول الله تعالى في آية الصوم: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، فمتى تحقَّق وصفُ السّفر في الصائم جاز له الفطرُ اشتمل سفَرُهُ على مشقّةٍ أو لا.

وأضاف أن الله سبحانه وتعالى بيّن بعد ذلك أن الصومَ خيرٌ له وأفضل مع وجودِ المُرَخِّص في الفطر بقوله تعالى: ﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ [البقرة: 184]، والصومُ له خيرٌ من الفطر في هذه الحالة وأكثر ثوابًا.

كما ذكر ما ورد في الحديث الشريف: «مَنْ أَفْطَرَ فَرُخْصَةٌ، وَمَنْ صَامَ فَالصَّوْمُ أَفْضَلُ» 'مصنف ابن أبي شيبة'، فإذا ظنّ المسافرُ الضررَ كرِه له الصوم، وإن خاف الهلاكَ بتجربةٍ وجبَ الفطرُ.

وأوضح أن ما يشاهد الآن من تنوع وسائل السفر واشتمالها على الرّاحة التّامة التي لا يشعر معها المسافر بأيّ مشقّة يدعو الصائم المسافر بهذه الوسائل المريحة إلى الأخذ بعزيمة الصوم؛ لأنَّ صومه في هذه الحالة خيرٌ له وأفضلُ من فطرِهِ.

رخصة المشقة

ورد سؤال على دار الإفتاء المصرية يحمل رقم الفتوى 2724 يسأل عن ما حكم الشرع في صيام رمضان عندما يكون المسلم يعمل عملًا ذا مشقة بالغة؟ حيث يعمل الناس في بلدنا في الزراعة مع درجة الحرارة المرتفعة؛ حيث إن الزراعة عندنا موسمية، فلا يستطيع الناس أن يؤجلوا الزراعة إلى ما بعد رمضان، فهي مصدر رزقهم الوحيد، فما الحكم الشرعي في الأيام التي يجدون فيها مشقة ويفطرون فيها؟

وأجاب عن ذلك فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد قائلًا:

يجوز لهؤلاء المزارعين الذين يزرعون في الحرِّ الشديد أو في اليوم الطويل؛ بحيث لا يستطيعون الصيامَ إلا بمشقة شديدة، ولا يمكنهم تأجيلُ عملهم إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان، أن يُفطِرُوا عند حصول المشقة الشديدة في أثناء النهار.

كما أوضح أنه يجب تبييت نية الصيام من الليل ثم الفطر عند حصول المشقة، ثم عليهم القضاءُ بعد رمضان وقبل حلول رمضان التالي إن أمكنهم ذلك.

فمن المقرر شرعًا أان شرط وجوب الصيام هو القدرة عليه، وهذه القدرة تكون حسية وشرعية، فالقدر الشرعية أن لا موانع شرعية للصيام مثل الحيض والنفاس، والقدرة الحسية هي طاقة المكلف للصيام بدنيًا، أي لا يكون مريض يشق عليه الصيام، أو يكون كبير في السن بدرجة تضعه في منزلة المريض العاجز عن الصيام.

كما أضاف التوضيح أن لا يكون مسافر فإن السفر مظنة المشقة، وذكر ما قال عنه النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «السَّفَرُ قطعةٌ مِنَ العَذاب، يَمنَعُ أَحدَكم طَعامَه وشَرابَه ونَومَه» رواه الشيخان.

وأضاف أن القدرة الحسية منها أن يكون العمل شاقًا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان،لأجل حاجته أو حاجة من يعول، فإن كان المكلف لا يتسنى له التأجيل إلى ما بعد رمضان.

رخصة المرض

ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية ينص على: ما هو حدُّ المرض المبيح للإفطار؟ حيث شعر أحد أصدقائي بصداع في نهار رمضان فأفطر بدعوى أنَّ الفطر مباحٌ له لأنه مريض؛ فنرجو منكم بيان ذلك.

وورد في إجابة الدكتور شوقي إبراهيم علام قائلًا:

المرض المبيح للفطر هو الذي يؤدي إلى ضررٍ في النفس، أو زيادة في المرض، أو تأخير في الشفاء، وذلك بإخبار أصحاب التخصص من الأطباء، بل إنه يجب على المريض أن يفطر إذا تحقق من الضرر حفاظًا على نفسه من الهلاك.

WhatsApp
Telegram