أوضحت دار الإفتاء المصرية من خلال منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، على صفحتها الرسمية ما هو حكم الصيام على من فقد الذاكرة وعدد من الحالات المشابهة، والتي لا يجب عليهم الصيام ويقع من عليها التكليف بالصيام.
ورد في منشور على صفحة دار الإفتاء المصرية الرسمية على الفيسبوك حالات لا يجب على من يعاني منها الصيام وينعدم وقتها التكليف، وخلال السطور القادمة سيتم توضيح الحالات وما ورد عن دار الإفتاء من موقعها الرسمي حول هذه الحالات.
دار الإفتاء المصرية
نشرت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلة: فاقد الذاكرة والمعتوه والصبي والمجنون لا يجب عليهم الصيام؛ لانعدام التكليف.
ويتضح من المنشور أن في حالة إن كان الشخص يعاني من فقد الذاكرة التام والذي يعاني من العته، كما أن الصبي والذي لم يبلغ بعد، بجانب المجنون الفاقد الرزانة ينعدم عليهم التكليف، والتكليف هو التكليف بالصيام.
وتسبب منشور دار الإفتاء اليوم حالة من الجدل حول مفاهيم كل شخص غير مكلف بالصيام، وخلال السطور التالية نوضح معنى وما ورد عن كل منهم من موقع الإفتاء المصري الرسمي على الإنترنت.
حكم صيام فقدان الذاكرة والزهايمر
وجه سؤال لدار الإفتاء المصرية عن ما حكم صيام مريض الزهايمر الذي ينسى فيأكل أو يشرب ناسيًا في نهار رمضان؟، وأجاب عن ذلك الدكتور شوقي إبراهيم علام، قائلًا: أنه داخل في حكم الناسي، لعموم الأخبار الواردة في حكمه.
وأضاف أنه النسيان المذكور فيها هو مطلق النسيان، فيتم تصديقه على مريض الزهايمر كما يصدق على غيره، كما أن مريض الزهايمر إذا أكل أو شرب ناسيًا في نهار رمضان فصيامه صحيح، ولا فضاء عليه ولا كفرة.
حكم فقدان الذاكرة
بينما في حالة فاقد الذاكرة فإن كان فاقد الذاكرة قد نسى كل شيء من كيفية الصلاة والصوم والطهارة، ولو تم تذكيره فلا يتذكر ولو علم لا يتعلم، فهو أصبح يشبه فاقد العقل أو هو فاقد العقل فعلا مما يسقط عليه التكليف ولا يجب عليه الصلاة أو الصيام ولا كفارة ولا قضاء عليه فهو لم يعد مخاطبًا بالعبادات والتكاليف بشكل عام.
بينما في حالة فقدان الذاكرة ليس الكلي فهو يتذكر الصلاة ويتذكر مواعيدها وكيفيتها وتم تذكيره بالصيام فإنه يتذكر ويفهم المعنى فعقله يتواجد معه وإن كان هناك ضعف فيه، فهو مخاطب بالصلوات والصيام ومكلف بالتكاليف الشرعية التي يستطيع عليها.
الصبي والبلوغ في الإسلام
يظهر على الفتى والفتاة علامات البلوغ وهي انبات الشعر الخشن على العانة والحيض بالنسبة للمرأة، وظهور الشعر وخشونة الصوت والاحتلام وغيرها من علامات للرجل، بينما هناك من يتأخر لديهم ظهور علامات البلوغ، فيميل الفقهاء إلى سن الخامسة عشر لكونه سن الرشد، كما ورد عن ابن عمر: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة، فأجازني. متفق عليه.
إذ ورد أن التكليف لا يجري إلا على من كان بالغا، إذ ورد عن صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق، وعن الصبي حتى يحتلم. أخرجه أبو داود وغيره.
معنى المعتوه والمجنون في الإسلام
يعتبر المعتوه والمجنون غير مكلفين بالعبادات لأنهم فاقدين العقل وهو المقصود به للتكليف، فالعته نوع من أنواع الجنون وصاحبه عنده شيئ من الفهم، وأنه يعتمد على بيان حد العته الذي لديه، فالمعتوه الذي يعرفه الفقهاء بأنه قليل الفهم ومختلط الكلام فاسد التدبير.
وورد في الموسوعة الفقهية أن الْعَتَهُ فِي اللُّغَةِ: نُقْصَانُ الْعَقْل مِنْ غَيْرِ جُنُونٍ أَوْ دَهْشٍ, وَفِي الاِصْطِلاَحِ: آفَةٌ تُوجِبُ خَلَلاً فِي الْعَقْل، فَيَصِيرُ صَاحِبُهَا مُخْتَلَطَ الْكَلاَمِ، فَيُشْبِهُ بَعْضُ كَلاَمِهِ كَلاَمَ الْعُقَلاَءِ، وَبَعْضُهُ كَلاَمَ الْمَجَانِينِ. اهــ.
وورد عن الشيخ ابن عثيمين رحمة الله تعالى: من لا عقل له فإنه لا تلزمه الشرائع، ولهذا لا تلزم المجنون، ولا تلزم الصغير الذي لم يميز، بل ولا الذي لم يبلغ أيضاً، وهذا من رحمة الله تعالى، ومثله أيضاً المعتوه الذي أصيب بعقله على وجه لم يبلغ حد الجنون ... اهــ.
وكان ذلك توضيح ما ورد عن دار الإفتاء المصرية حول معنى العته وفاقد الذاكرة والمجنون والصبي الذين غير مكلفين بالصيام.