الاختلاف بين الفتاوي, من الأمور التي تشغل بال الكثير من المهتمين بأمور الدين وأحكام الشريعة الإسلامية حول أمور الدنيا، ومن أجل مناقشة هذه القضية، كان لدينا حوار مع أهل العلم، من علماء الأزهر الشريف، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف الدكتور عبد العزيز النجار.
دائرة الخلاف
صرح الدكتور عبد العزيز النجار 'عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف' لـ'أهل مصر'، بأن دائرة الخلاف كلما اتسعت كلما أثرت مفاهيم الشريعة الإسلامية وكان هناك أكثر من رأي صحيح، وتفيد المسلمين، على شرط أن لا يعيب بعضنا بعض.
وذكر أن الفقهاء الأوائل كانوا يختلفون في المسألة الواحدة، بل في المذهب الواحد هناك أكثر من رأي، وعلى المستفتي أن يختار ما يناسبه من هذه الآراء الفقهية، فهي ليست شريعة بل مستنبطة من فهم النصوص الشرعية من القرآن والسنة.
وذكر أن القرآن الكريم يعلمنا فقه الاختلاف كما قال تعالى 'وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ' فلم يقل أنا على هدى وأنتم في ضلال.
ونصح المسلمون عليهم العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية ودراسة تعاملات الرسول صلى الله عليه وسلم مع الأمور باللين، وقال لعموم الناس 'كل إنسان على مذهب مفتيه'، يمكنك أخذ بأي رأي من الآراء سواء في دار الإفتاء أو الأزهر الشريف، فكلاهما صحيح، لأنها صدرت من جهات معتمدة ومجامع فقهية ومن فقهاء مشهورين بالوسطية، فالتعدد في صالحكم.
وذكر ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: 'ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما' شرط أن لا يتهم بعضنا لبعض بعدم الفهم.
وأكد خطأ الهجوم على علماء الدين لأن لحوم العلماء مسمومة، ولا يجب أن نسفه من جهدهم، حتى إن اختلفنا معهم، فأدب الاختلاف يحتم علينا احترام بعضنا بدون اتهامات، فالاتهامات لا تكون إلا من جاهل، فبدلا من تضييع وقتك في الهجوم إسعى إلى أن تضيف علمًا وفهمًا جيدًا للمسلمين.