يثير حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف اهتمام الكثير من حجاج البيت الحرام في موسم الحج 2023، وهذا نتيجة لاستقبال عدد من الحجاج مكالمات هاتفية من الأقارب أو الأهل للإطمئنان عليهم، أو حتى اتصالات من العمل وما شبه، وهناك من يقوم بالتحدث خلال الطواف حول الكعبة بشكل مبالغ بدون داعي، فما حكم الدين في هذا؟
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال مضمونه هو حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف؟ وهل هذا الأمر جائز أم لا؟، وهذا لحرص المسلمون على صحة مناسك الحج والعمرة في موسم الحج 2023، وخلال السطور القادمة إليك رد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام على تساءلات حول حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف والدليل من السنة النبيوية.
ما حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف؟
ورد إلى موقع دار الإفتاء المصرية الرسمي على الإنترنت تساؤل ينص على: ' ما حكم الكلام في الهاتف المحمول أثناء الطواف؟ حيث إن هناك من تأتي إليهم مكالمات على هواتفهم المحمولة أثناء الطواف بالبيت فيقومون بالرَّدِّ عليها؛ فهل هذا جائز شرعًا؟'.
وللإجابة عن التساؤل الوارد لـ دار الإفتاء المصرية خلال الشهر الجاري خلال الاستعداد إلى موسم الحج 2023، وأداء مناسك الحج والعمرة في المدينة المنورة والبيت الحرام، قام بالرد مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام الواضح خلال السطور التالية.
رأي الأزهر الشريف عن حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف:
حكم الحديث في الهاتف أثناء الطواف
أجاب مفتي الجمهورية عن التساءل قائلًا أن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم رغب أن يقلل من الكلام في الطواف وخاصة الكلام لغير الحاجة، وأنه حث على الإقلال من الحديث في الهاتف أثناء الطواف بقدر الاستطاعة.
وأضاف أنه لا مانع شرعًا من الحديث في الهاتف أثناء الطواف وذلك عند الحاجة إليه، وهذا بدون كراهية، ورافعًا للحرج عن الطائفين، وذكر أن في حالة انتفت الحاجة فمن الأولى تركه إلا أن يكون بخير وأن يتفرغ إلى الذكر وتلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره من المناسك.
آراء الذاهب في حكم الحديث في الهاتف اثناء الطواف
ذهب مذهب الحنفية والمالكية وعطاء على أن الحديث في الهاتف اثناء الطواف له كراهية إلا في حالة الحاجة، ويستحب الإقلال منه والإنشغال بالدعاء والذكر، وذكر أن في حالة الطواف الواجب فإن الأفضل والأولى هو ترك الكلام كليًا.
كما ذهب الشافعية والحنابلة في حكم الحديث في الهاتف اثناء الطواف إلى أنه جائز في المطلق بدون كراهة، ولكن مع أن الأولوية والأفضل ترك الكلام، إلا أن يكون الكلام بخير مثل ذكر الله سبحانه وتعالى وقراءة القرآىن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الجاهل وغير ذلك.
وفي نهاية الإجابة عن ما حكم الحديث في الهاتف اثناء الطواف؟ فإن المذاهب هناك من أجازه بدون كراهه مع ضرورة الحاجة إليه، وهناك من اتجه إلى كراهية الحديث في الهاتف اثناء الطواف في دون الحاجة أو الضرورة، وأن من كمال الأدب في الطواف أن يكون الطائف وقورًا وخاشعا وحاضر القلب.