أكدت دار الإفتاء، أن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى.
وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أنه قد درج سلفنا الصالح منذ القرنين الرابع والخامس الهجريين على الاحتفال بمولد الرسول صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح.
الاحتفال بالمولد النبوي
في سياق متصل، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يتساءل صاحبه: 'من كان يقرأ المولد من الصحابة؟'، وجاء رد الدار على هذا السؤال كما يلي:
إن صياغة السؤال بهذه الطريقة قد توحي للناس العاديين بأن قصة المولد النبوي الشريف لم يكن لها أصل في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولكن الحقيقة هي: هل لقصة المولد النبوي أصل في الدين؟.
وأجابت: هو أن قصة المولد النبوي الشريف ليست سوى سرد لجزء من سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث تتعلق هذه السيرة بفترة زمنية تبدأ من إرهاصات مولده الشريف، مرورًا بذكر المعجزات التي حدثت خلال فترة حمل السيدة آمنة رضي الله عنها به، وانتهاءً بلحظة مولده المبارك مع الإشارة إلى مجموعة من صفاته وكمالاته البشرية، وهذا يجعلنا نقول إن قصة المولد بشكل عام تُعتبر نوعًا من ذكر محاسنه وشمائله ومعجزاته صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا له أصل عظيم في الدين، فقد مدحه الله تعالى بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، كما مدح نفسه فقال: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، وقد أثنى عليه عدد من الصحابة رضي الله عنهم، ولم ينكر النبي على أحد منهم ذلك، مثل سيدنا حسان بن ثابت وكعب.