تردد بعض الفتاوي المتطرفة فكرة مفادها أن الدين الإسلامي في حالة اشتباك دائم وجهاد وقتال لا ينقطع مع غير المسلمين. كما تزعم بعض الأصوات المتطرفة أن غير المسلمين سوف يكون مصيرهم النار مهما كانوا صالحين بل لمجرد أنهم غير مسلمين ؟ فهل غير المسلم مصيره في النار ؟ وكيف يمكن أن ننظر لغير المسلمين من منظور الصلاح أو غير الصلاح ؟ ومن هم أهل الفترة ؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام أن غالب الأوربيين المعاصرين يدخلون في حكم أهل الفترة -ما لم تبلغهم الدعوة النقية وحقائقها الجلية بصورة لافتة للنظر-، وهم مندرجون فيما يسمى عند أهل العلم ب"أمة الدعوة"؛ فهم ناجون من عذاب الله عز وجل ماداموا على أصل الفطرة، ولم يقع منهم عناد، ولم تبلغهم الدعوة فكذبوها، وهذا ما عليه جمهور أهل السنة والجماعة.
وأضاف فضيلته أن الأصل في عدم مؤاخذة أهل الفترة في الجملة: أنهم غافلون، والغافل غير مكلف، وغير معذب، ومن ثم فإهلاكه ظلم ما لم تقم عليه الحجة؛ وذلك مصداقا لقول الله تعالى: ﴿ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون﴾. كما استشهد فضيلته بقول الله تعالى : ﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾ ، وقول الله تعالى : ﴿يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير﴾ وأشار فضيلته إلى أن جمهرة المفسرين أجمعوا على أن المقصود بالفترة الواردة في الاية الكريمة هو: الانقطاع ما بين رسولين؛ حيث تطرأ على الشرائع المتقدمة حالة من الضعف والسكون، فيتطرق إليها التغيير والتحريف لتقادم عهدها وطول زمانها، وفي بيان معنى الفترة والسبب في التسمية بها، أنها بمعنى بعد انقطاع من الرسل والوحي، لأن الدين يفتر ويندرس عند انقطاع الرسل.