يسأل كثير من المسلمين عن الفوائد الدينية والدنيوية التي يستفيدها المسلم من صلة الأرحام ؟ وعن سبب تشديد الشريعة الإسلامية على مسألة صلة الأرحام ؟ وما هى الدلائل من القرآن على وجوب صلة الرحم ؟ تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية إن صلة الأرحام من مظاهر عناية الإسلام بتقوية أواصر الصِّلات داخل المجتمع، ونشر المحبة والسلام بين أفراده؛ حيث وجَّه الإسلامُ عنايةَ أتباعه إلى التَّواصُل والتَّقارب بشكلٍ خاص بين الأهل والأقارب؛ فالإسلام لا يقرُّ هذه النظرة الفردية التي تجعل الإنسان مهتمًّا بذاته فقط، أو على الأكثر بأسرته الصغيرة، بل يدفع الإسلام أتباعه إلى ترسيخ قيمة التَّواصل الفعال بين الأقارب.
واتفق جمهور الفقهاء على من الواجبات الشرعية التي شرعها الإسلام لتقوية الروابط الاجتماعية أيضا صلة الأرحام والإحسان إليهم، فالأرحام هم: أقارب الإنسان من جهة أبيه أو أمه، كأعمامه وعماته وأخواله وخالاته وأبنائهم جميعا ، وأوجب الله تعالى بهم وحبهم والتعاطف معهم، ودعا إلى صلتهم بالكلمة الطيبة والهدايا ، ونبهت نصوص الحديث النبوي إلى أن صلة الأرحام تعود على فاعلها بالخير العميم في المال والعمر والعافية ، ففي الحديث الشريف: " من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه " ، وفي المقابل نجد أن قطيعة الرحم شؤم على صاحبها، فهي تبعده عن رحمة الله تعالى، وتحرمه من نعيم الدنيا والآخرة، ففي الحديث الشريف:" لا يدخل الجنة قاطع رحم"