تستمرّ الهجمات الجويّة من كلا الجانبيْن لليوم الخامس على التوالي، حيث أطلقت دولة الاحتلال عدة صواريخ الأمس على نشطاء فلسطينيّين في قطاع غزّة، كما وتستمر المقاومة في إطلاق صواريخها على الأراضي الإسرائيلية في عمق مراكزها التجاريّة.
وفي بيان له بعد منتصف الليل، أكّد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ القوات الجويّة تواصل هجماتها على القطاع وستشرع القوات البريّة في اجتياحها للمنطقة، التي تديرها حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، في حين ردّت مصادر إسرائيليّة ونفت مزاعم الاجتياح البريّ الذي تمّ الترويج له بسبب خطأ في الترجمة.
من جانبه، أكّد مراسلون للشؤون العسكرية الإسرائيلية أنّ الجيش الإسرائيلي، لم يقم بغزو بريّ في غزّة وأنّ القوات اكتفت بإطلاق نيران مدفعية على الحدود.
وتدخل الحرب يومها الخامس دون وجود معطيات واقعيّة لاحتمال تراجع أيّ الطرفين، وتسعى أطراف عربية ودولية للتوسط من أجل إنهاء الصّراع. وقد أكّدت الأردن ومصر ومعظم الدّول العربيّة دعمها اللامشروط للقضيّة الفلسطينيّة وتمسّكها بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين. في المقابل، عبّرت عدد من القيادات عن قلقها من استمرار المواجهات المسلّحة التي تقودها حماس، ما قد يُدخل المنطقة بأسرها في حالة من الاضطراب الشديد المُهدّد لمساعي السّلام.
وأشارت بعض التحليلات إلى أنّ الحرب الأخيرة، ستؤدّي إلى تقويض مساعي رام الله في القيام بإصلاحات اقتصاديّة على خلفيّة الأزمة، التي أحدثها فيروس كورونا العام الماضي ومطلع السنة الحاليّة.
وانتقد بعض قيادات فتح تصريحات مسؤولين في حماس، ومن بينهم فتحي حماد أثناء مسيرة لدعم سكان الشيخ جراح، دعوا فيها إلى الانتفاض على قوّات الاحتلال بشكل عنيف، ما يجعل السلطة الفلسطينية عاجزة عن التوجه إلى المجتمع الدولي والمطالبة بحقوق الفلسطينيّين والضغط على إسرائيل عبر إخراجها في صورة مجرمة حرب.
وكانت إسرائيل قد تعرضت لضغط شديد الفترة الأخيرة من القوى الدولية، للتوقف عن سياساتها الاستيطانية الغير شرعية، بعد نجاح جهود رام الله في تدويل القضية وصمود المرابطين في الأقصى الا ان التصعيد الأخير حول الأنظار من القدس إلى غزة، وجعل دولة الاحتلال تسوق لنفسها كونها في حالة دفاع عن النفس، بعد أن كانت متهمة في أنظار الجميع بممارسة العنصرية والتمييز في القدس الشرقية المحتلة.