أفكار كثيرة تتردد في أذهان المصريين خلال الفترة الحالية، خاصة أنه لم يتبقَّ سوى 30 يومًا على انتخابات مجلس النواب 2020، في مختلف محافظات الجمهورية، إلا أن البعض يعتقد أن البرلمان القادم مثله مثل البرلمان السابق، لم يقدم أي جديد للمواطن المصري، الذي لا يشغله شاغل سوى توفير حياة كريمة له.
تابعت على مدار الأيام الماضية تقسيم الدوائر الانتخابية، فهناك دوائر قد ظُلمت، لكن تم تقسيمها من أجل نواب بعينهم فقط، فكل نائب استطاع أن يقسم الدائرة على هواه، من أجل الفوز بدورة برلمانية أخرى، والخوف من خوضه الانتخابات مستقلًا لعدم ثقته في الفوز، إذ كانت التربيطات أو الاتفاقيات على حسب ما يقوله النائب.
على مدار الـ5 أعوام الماضية، لم يقدم البرلمان شيئًا للمواطن، إذ أصبح النواب حريصين كل الحرص على حماية رؤوس أموالهم التي خاضوا الانتخابات من أجلها، ولم يتذكروا دورهم الرئيسي وهو حقوق المواطنين البسطاء الذين كانوا يأملون أن يقوم النائب بدوره الحقيقي وهو حمايتهم من القوانين التي تصدرها الحكومة.
أفعال وسقطات كثيرة شهدها برلمان 2015، إذ كان بمثابة فضيحة كبيرة للنواب، خاصة أن البعض منهم لم يكونوا سياسيين على قدر ما، بل حالف بعضهم الحظ، حتى أصبحوا جالسين تحت قبة البرلمان المصري، مدعين أنهم يبحثون عن حقوق البسطاء، وحمايتهم، لكن العكس صحيح، فلم أجد نائبًا حقيقيًّا على مدار الخمسة أعوام السابقة يبحث بضمير عن البسطاء أو حتى يتذكرهم، إلا نوابًا معدودين على أصابع اليد.
رأيت على مواقع التواصل الاجتماعي شخصيات وأسماء يعلنون خوضهم في الانتخابات البرلمانية، لم أجد مرشحًا واحدًا صاحب فكر، بل كل ما أراه مجرد وعود كالتي قطعها النواب السابقون، الذين اتفقوا جميعًا على جملة واحدة: «رشحت نفسي من أجلكم»، لكنني أتساءل: لماذا رشحت نفسك من أجلنا خاصة بعد بلوغك سن المعاش في العمل الوظيفي التي كنت تعمل به؟.
على ما يبدو أننا سنظل نشاهد انتخابات البرلمان في مصر بالوراثة، لا يمكن أن تنسحب من عائلة ما، أو رجل أعمال ما، فعلى مدار العمر، أرى نوابًا يخوضون الانتخابات وينجحون فيها، من أجل حماية ثرواتهم، لك أن تتخيل أن نائبًا ثروته بلغت المليارات يتحدث باسم الشعب، وآخر «سب الدين في إحدى المناسبات»، وعندما سئل عن هذا قال: «زلة لسان»، مجلس حمل كل المساوئ على مدار التاريخ، إذ كان ضعيفًا في قراراته، لم يسعَ لتحقيق مشاريع عملاقة، فكل المشاريع التي تتم الآن هي خطة الدولة في تطويرالعشوائيات، وليس مجهودًا من نائب بعينه.
النواب حرصوا على نسبة الفضل في مشاريع تتم في القرى والعشوائيات إلى أنفسهم وأنهم كانوا سببًا وسعوا في إنهاء هذه الإجراءات، لكن العكس صحيح، إذ كان دور المجلس الماضي هو «موافقون»، وكأنه استهزاء بالمواطن الذي حملهم أمانة التحدث باسمه تحت قبة البرلمان، المكان الذي خصص لاستجواب أكبر المسؤولين في الدولة، فهل سنرى مثل هؤلاء النواب مرة أخرى؟ أم أن الوضع سيتغير؟
رجال أعمال ضحوا بثرواتهم وكل ما يملكونه من أجل الفوز بالانتخابات، لكنني أرى أن هؤلاء الرجال لو استغلوا الملايين في مشاريع خدمية تخدم الدولة والمواطنين لكان ذلك أفضل بكثير من إنفاقها على بطانتهم الذين دائما وأبدًا تجدهم يسيرون خلفهم.. أشياء كثيرة لا بد وأن يحذر منها الناخبون في هذه الانتخابات من أجل اختيار ممثل حقيقي يتحدث عنهم تحت قبة البرلمان.