كمال زاهر يكتب: على الأرض السلام

كمال زاخر
كمال زاخر
كتب : اهل مصر

يأتي احتفالنا بميلاد السيد المسيح هذا العام، وقلوبنا معلقة بالسماء، تستحضر تسبيح الملائكة الذى سجله لنا الإنجيل وهو يحكى أحداث الميلاد، «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». ونقرأه بل ونصرخ به آملين أن نجد مفرداته وقد ترجمت على الأرض، فما أحوجنا إلى أن يتمجد الله فيرفع عنا ذاك الوباء الذى يحاصر العالم كله، شرقه وغربه، وقد أضيف إلى موجات الصراع والتفكك التى ضربت الكثير من البلاد الآمنة، يتمجد الله ويعود فيرحمنا.

ومن يتابع نهج السيد المسيح وهو يجول بين الناس يصنع خيراً لا بد وأن يلفت نظره مقولته الافتتاحية فى كل لقاءاته وأحاديثه "سلام لكم"، فحيثما تأتى سيرته يأتى الكلام عن السلام، حتى أن الكنيسة المصرية تأسيا بمنهجه جعلت هذه المقولة هى فاتحة صلواتها، فى كل مناسباتها، وهى تترجم بهذا وصيته لتلاميذه أن تكون هذه شعارهم متى دخلوا بيتاً أو مدينة، وقبيل أن يغادرهم منطلقاً للسماء قال لهم "سلاما اترك لكم. سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب"، هكذا صارت مفردة السلام هى القاسم المشترك الأعظم فى حياتنا، سلام يدوم ولا يرتبط بتقلبات الزمن، ولا بتغير العلاقات ولا بخريطة المصالح، لأنه سلام من الله، ومعه لا مكان للاضطراب أو الخوف، ولعل هذا يفسر لنا المشهد المتكرر عبر التاريخ، مع موجات الشهداء الذين كانوا يقابلون الموت بفرح، وثقة، هو سلام لا يستطيع أحد أن ينزعه من قلوب صدقت وعد المسيح. سلاماً أترك لكم.

نعود فتسأله سلاماً لمصر ذلك الوطن الذى وفر له ملاذاً آمناً، حين لجأ إليها محتمياً من بطش هيرودس الملك، الذى كان يتعقبه طالباً أن يقتله وهو بعد طفل صغير، فعبر أرضنا وجال فى ربوعها، مباركاً أرضها وشعبها، ونثق أنه يستجيب.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً