أن فشل اى انسان واى مؤسسة واى مجتمع يعود اول ما يعود للإدارة إدارة الإنسان لحياته وإدارة المؤسسة والمجتمعات الإدارة علم كبير جدا يشمل جميع العلوم أن تعلم مواطن القوة والضعف ومعرفة افضل الطرق والوسائل للنهوض والتقدم فى الحياة ومواجهة العقبات والمصاعب والتغلب عليها بتخطيط جيد وخطوات واضحة نحو هدف محدد وواضح أيضا اما ان تعيش بلا تخطيط ودون معرفة تسير بلا هدف واضح تبحث عن حلول مؤقتة لكل حدث وقت حدوثه دون النظر للمستقبل وتحقق اهداف يومية أو حياتية مؤقتة فسوف تواجه كل مرة نفس المشكلات القديمة مع ما يجد من مشكلات وعقبات جديدة فتجد نفسك عاجزا تماما عن مواجهة كل هذه المشكلات المتراكمة التى ستحتاج وقت أطول وجهد أكبر ربما لا يتوفر لك بسهولة والوقت سلعة ثمينة إذا ذهبت لا تعود الوقت فى الحقيقة فرس يسير بسرعة رهيبة لا ندركها لأننا نعيش داخله يحتاج فارس ماهر ليقوده ويسيطر عليه ويوجه نحو الهدف للوصول إلى الوجهة المقصودة فإن لم تعرف كيفية السيطرة عليه وتوجيهه لن تصل إلى شىء فسوف تظل مكانك وكما يقولون يسرقك الوقت اى يسرق منك حياتك.
ادوارد ديمينج عالم الإقتصاد الأمريكى شهير الملقب بأسم ابو الجودة فى الأوساط العلمية والإقتصادية ' هذا العالم كان من أهم أسباب نهضة اليابان فهو أول من اكتشف نظام الجودة ففى الستينيات كانت المنتجات اليابانية رديئة جدا فأرادوا أن يعرفوا سبب الخلل فى المنتجات استعانوا بهذا العالم الذى وضع لهم خطة المراقبة والجودة وتحليل النظم وتحسين الجودة المستمر عندما تظهر مشكلة ما فإننا ننظر الى آخر طرف منفذ له علاقة بهذه المشكلة ونلقى باللوم عليه ولا نبحث عن أصل المشكلة ومصدرها الأول فعندما يخطىء موظف مثلا فى ادخال بيانات على أحد أجهزة الكمبيوتر نلوم هذا الموظف وربما نستبدله بموظف اخر أكثر كفاءة لكننا بعد فترة نجد الخطأ يتكرر ولا نعرف السبب هنا يأتى دور تحليل النظم يتم البحث عن جوهر المشكلة فما الذى جعل الموظف يخطىء. هنا ربما نكتشف أن جهاز الكمبيوتر نفسه نسخة قديمة أو البرامج المستخدمة لا تساعد على تلافى الخطأ وربما لا يتم عمل صيانة دورية للأجهزة فتأخذ وقت أطول ومجهود أكبر مما يصيب الموظف يالإرهاق وعدم التركيز فيقع فى الخطأ. وربما هذا الموظف نفسه لم يتم رفع كفاءته ليتحمل كم أكبر من العمل فكلنا نعرف أن الإختبار الحقيقى للإنسان يكون عندما يتحمل قدر أكبر من المسؤولية مراجعات كثيرة ونظم مرتبطة ببعضها البعض يجب أن تكون كلها على نفس القدر من الكفاءة من اصغر العوامل المؤثرة إلى أكبرها.
احيانا فى حياتنا وأعمالنا نغفل الأشياء الصغيرة البسيطة على اعتبار أنها غير مؤثرة بالقدر الكبير على الحياة والعمل وهى مهمة جدا وضرورية ولها تأثير بلا شك فلا يوجد شىء فى الحياة بلافائدة سواء اكتشفنا هذه الفائدة ام لم نكتشفها.عندما أرادت إحدى الدول العربية تصنيع كاوتش السيارات ارسلت وفد من المهندسين إلى لشراء مصنع كامل لتصنيع كاوتش السيارات والتدريب على تشغيله
وكانت مراحل تصنيع الكاوتش تمر بعدة ماكينات آخرها ماكينة لتجفيف الكاوتش بعد تصنيعه فأراد رئيس الوفد أن يخفض تكلفة شراء المصنع فرأى من وجهة نظره أن بلاده تتمتع بدرجة حرارة عالية والشمس ساطعة وقوية طوال الوقت لذا فمن الممكن الإستغناء عن ماكينة التجفيف وتوفير ثمنها على أن يتم تجفيف الكاوتش بتركه مدة فى الشمس وبالفعل قاموا بعمل ذلك وربما تلقى مكافأة على توفيره مبلغ كبير من عقد الشراء لكن النتيجة كانت كارثية فبعد أن تم تصنيع الكاوتش وتركه فى الشمس ليجف ثم بيعه فى الأسواق كان لا يزال طريا وتقطع مع اول استخدام السيارات له وخسر المصنع مبالغ طائلة واهم من الخسارة المادية خسر اسمه فى السوق فابتعد الناس عن شراءه حتى بعد تلافى الخطأ واستيراد ماكينة التجفيف بعد ذلك حدث كل هذا بسبب عدم الدراسة والتحليل الجيد وإغفال عامل واحد يبدو بسيطا عند البعض.
أن العامل البسيط الذى يستقبلك فى أحد المحلات أو الشركات أو الفنادق والاماكن المختلفة ربما يطيح بجهد كل المهندسين والخبراء والمديرين فى نفس الشركة ويكون سبب فشلها فى السوق .
أن العوامل البسيطة مثل احترام المواعيد والوعود والإهمال والإستهتار بمشاعر الآخرين ربما تفسد العلاقات الكبيرة والوثيقة.
إدارة الحياة والعمل تحتاج إهتمام بكل التفاصيل تحتاج فهم ودراسة مستفيضة كما ذكرت فى البداية وتخطيط وتحليل ومراقبة واهداف واضحة وخطوات تتخذ وتوقيت محدد لبلوغ الهدف فالوقت ليس متاح إلى مالا نهاية .النجاح فى الحياة لا يأتى بالمصادفة والفشل ليس قدرا محتوم على أحد بل هو سوء فهم وإدارة وتخطيط.