قديما قالوا إذا عرف السبب بطل العجب ففهم الأمور ومعرفتها تجعلنا أكثر قدرة على التعامل معها وتقبلها. نحن نجد كثير من الناس يشكو من علاقته بالآخرين وتعرضه للأذى والخيانة من اقرب الناس إليه حتى قرر الإبتعاد عن الناس جميعا وعدم التعامل مع أحد والإكتفاء أو الإنكفاء على ذاته وهذا خطأ كبير ويعد بمثابة إنسحاب أو أعتزال لعبة الحياة والعلاقات
وهو خسارة كبيرة وغالبا ما يعبر هذا الشخص عن هذه الحالة بقوله ماعدت اعرف كيف اتعامل مع البشر ؟ فتعالوا نفهم سويا كيف نتعامل ونفهم طبيعة العلاقات بين الناس لكى نستطيع أن نكمل المباراة
ولا ننسحب ونحقق الفوز والإنتصار فى الحياة.يجب أن نعرف فى البداية أنه
لا يمكن أن تقوم اى علاقة جيدة وتستمر وتستقر إلا على أساس متين من الثقة المتبادلة هذه قاعدة فى الحياة بصفة عامة.
القاعدة أو الحقيقة الأخرى هى أنه لا يستطيع أى إنسان أن ينجز شىء بمفرده بل يحتاج الإنسان دائما مهما كانت عبقريته لمن يساعده فى تنفيذ أعماله ومهامه فى حياته بصفة عامة ' فأعظم مهندسى العالم يستطيع أن يصمم افضل المبانى على الأطلاق ولكنه يحتاج لعدد هائل من العمال والمهندسين والمعاونين لتنفيذ هذا التصميم .
لذا فنحن بحاجة دائما لبعضنا البعض لننجز أعمالنا واهدافنا فى الحياة.
لكننا فى نفس الوقت لا نستطيع أن نرتبط أو نشارك فى حياتنا وأعمالنا إلا من نثق بهم ونثق فى كفاءتهم وأخلاقهم فإذا غابت الثقة توترت العلاقات وتعطلت الأعمال وأخفى كل شخص عن الآخر أهدافه ونصائحه ورؤيته
وحل التخوين محل الثقة وانقطعت العلاقات الطيبة المثمرة وحلت محلها علاقات التربص والصراع والفرقة واختفى التكاتف والتعاون وظهر مكانهما الفرقة والصراع والأنانية وظهرت آفات كثيرة فى المجتمع مثل الإستغلال والتحايل والخدمات والإضرار بالآخربن من أجل الوصول للهدف فكما ذكرنا لا يستطيع إنسان أن ينجز شىء بمفرده.
كل هذا بسبب انعدام الثقة.
ولكى نفهم كيف تتم الثقة؟ وكيف تستمر؟ وكيف تنتهى العلاقات بسبب انعدام الثقة ؟
سوف نضرب المثال التالى شخص يتعامل مع بنك يضع فيه أمواله فبداية يجب أن يتأكد الشخص أن البنك يتمتع بمصداقية وأمانة وكفاءة لحفظ أمواله ' ويتأكد البنك أيضا من أمانة وهوية هذا الشخص الصالحة ومصدر الأموال وأنه لم يسرقها مثلا او أنها أموال مزورة وعلى هذا يتم بناء الثقة واتمام المعاملة ' هب أن هذا الشخص ظل يسحب من رصيده فى البنك بدون أن يودع أموال جديدة ' سينتهى بالطبع رصيده لدى البنك وأصبح الحساب لا دائن ولا مدين.
فكيف إذا تعامل هذا الشخص على الحساب بدون رصيد ؟ سيصبح بالطبع مدين للبنك فإذا لم يسدد هذا الدين اغلق البنك حسابه وطالبه بالدين وهنا انقطت المعاملة وانقطعت الثقة بل ربما عمم البنك منشور على جميع البنوك بعدم التعامل مع هذا الشخص هذا ما يحدث تماما فى علاقة الثقة بين الأشخاص ' والرصيد هو الصدق والأمانة والأفعال الجيدة.
والوقوع فى الأخطاء والكذب وإخلاف الوعود هو السحب من الرصيد فإذا انتهى رصيد الثقة
اغلق الحساب وانعدمت الثقة وساءت العلاقة وانتهت بالفشل.فانتبهوا جيدا لحساباتكم فى بنك الثقة مع الآخرين.