اعلان

مصطلح تجديد الخطاب الديني

طارق متولي
طارق متولي

ظهر منذ سنوات مصطلح تجديد الخطاب الدينى وكثر الحديث والجدل حوله وهو مصطلح موجه فى المقام الأول أو الأوحد إلى الخطاب الدينى الإسلامى بالتحديد فلا يفهم منه تجديد الخطاب الدينى المسيحى مثلا أو اى خطاب آخر لديانة أخرى.

ومع ذلك لايزال نفس المصطلح غير واضح رغم كل المناقشات والجدل حوله سواء برفض الفكرة أو قبولها.

فحتى يومنا هذا لم يوضح أحد من العلماء فكرة تجديد الخطاب الدينى وكيفيتها والهدف من وراءها توضيحا

كافيا لعموم الناس .

نريد أن نعرف معنى محدد وواضح لكلمة تجديد الخطاب الدينى ؟ وهل هذا التجديد قاصراً على الخطاب الدينى الإسلامى فقط ام على باقى الديانات السماوية؟

الواقع أن الخطاب الدينى خصوصا فى البلدان الإسلامية يلعب دورا كبيرا فى حياة الناس ويؤثر على سلوكهم وأفعالهم ويرتبط به عامة الناس ارتباطا وجدانيا لأنه يمس الدين والعقيدة والتعبد لله الخالق المهيمن على الحياة.

لذا فهو موضوع شائك يجب الخوض فيه بحرص شديد ودراسة واعية حتى لا يلتبس الأمر على الناس وحتى لايدخل فيه اغراض أخرى غير الغرض الأصلى من وراءه وهو هداية الناس وتعليمهم دينهم الصحيح دون شطط ودون هوى .

والخطاب الدينى الإسلامى بالأساس هو خطاب النبى الكريم رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم المعصوم من الخطأ لذا فخطابه صل الله عليه وسلم اصل ثابت وأساس راسخ يبنى عليه ومنارة عالية يهتدى بها.

تلقى الصحابة والتابعين الذين عاصروا النبى الكريم هذا الخطاب عنه وفهموا منه مراد الدين الصحيح ثم انتقل نفس هذا الخطاب للمسلمين جيلا بعد جيل .

فماذا حدث بعد كل هذه السنوات لهذا الخطاب وما طرأ عليه من متغيرات

لنصل إلى القول إننا بحاجة إلى تجديد هذا الخطاب .

الحقيقة أن الخطاب الدينى عموما والإسلامى خاصة لم يكن بحاجة إلى تجديد أو تغيير او إسكات قبل ظهور العولمة وإقتصاديات السوق العالمى الذى أصبح مسيطرا على العالم والذى يتعارض فى كثير من آلياته وأفكاره مع الأديان عموما وليس مع الدين الإسلامي فقط .

فقضايا مثل الربا وتعاطى الخمر والإحتكار والإتجار بالبشر بجميع أشكاله بدءا من استغلال أجساد النساء

للترفيه والمتعة عن طريق الاعلانات والفنون نهاية إلى بيع أعضاء الإنسان نفسه قضايا لا يقرها اى دين من الأديان وخصوصا الدين الإسلامي الذى له موقف واضح من هذه القضايا .

فكيف سيعالج تجديد الخطاب الدينى مسائل كهذه ؟

أننى أرى أن الخطاب الدينى يحتاج للتجديد بالفعل يحتاج أن يتحرر من القيود التى تكبله فتجبره على إخفاء اشياء وإبداء اشياء وقت الحاجة لذلك .

يحتاج أن يتبناه العلماء وحدهم وليس أشباه العلماء.

يحتاج أن يناقش معارضيه بكل صراحة ووضوح فى الأمور التى يعترضون عليها فى هذا الخطاب .

يحتاج أن يواجه كل محاولات الإلتفاف والتحايل على نصوصه المقدسة بحجة الإجتهاد وظروف المكان والزمان.

يحتاج أن يتكلم الكل بصراحة ويعرب عما يعتقده ويؤمن به حتى نستطيع أن نفرق بين الخطاب الدينى والخطاب الدنيوى.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً