حسنا فعل معالى النائب العام المستشار حمادة الصاوى، عندما وأد نار الفتنة وأمر بالتحقيق فى البلاغات المقدمة ضد الإعلامى إبراهيم عيسى فيما نسب إليه حول إنكاره لرحلة المعراج.
من جديد يثير إبراهيم عيسى الجدل حول قضايا شائكة تحت مسمى تصحيح الوعى وتجديده وهو أبعد ما يكون عن ذلك على الإطلاق، يحاول الخوض في قضايا مفصلية وكأنه عشق «ركوب التريند» فلم يلبث من مهاجمته نساء الصعيد منذ أيام حتى خرج علينا للتشكيك فى رحلة المعراج نافيا حدوثها ومتهما رجال الدين بالتضليل وكأنه هو وحده من يملك الحقيقة المطلقة.
ليس جديدا على إبراهيم عيسى خوضه فى مثل هذه الأمور والاصطدام بما هو ثابت ومقدس، بل له سوابق فى ذلك فهو الذى خاض فى الصحابة فى كتابه «رحلة الدم» وقال عنهم ما ليس فيهم، بل كان جزءا من شهرة إبراهيم عيسى هجومه على الشيخ محد متولى الشعراوى عندما كان فى بداياته كصحفى، وأنا هنا لا أريد أن أثبت حدوث رحلة المعراج، فقد حدثت نفرة من مؤسسات الدولة الدينية الرسمية وعلماء الدين وأبلوا بلاء حسنا فى الرد على ذلك، وأثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن الإسراء والمعراج حدثت بالروح والجسد ولا يوجد أى مجال لإنكارهما، لكنى أتحدث عن نقطة في غاية الخطورة وهى التى يزعم إبراهيم عيسى أنه يتحدث من منطلقها وهى «حرية التعبير» التى يضعها البعض «شماعة» لبث سمومه وخزعبلاته وهواجسه، فالبعض أن يرى أن ما فعله عيسى يدخل في نطاق حرية الرأي والتعبير، وبالتالى يجب عليه الرد ومقارعته بالدليل وعدم تحريك أى بلاغات ضده في النيابة العامة.
الحقيقة أن «حرية التعبير» مصطلح «شفاف» لكن في النهاية عندما يتحدث غير المختصين في ثوابت الدين فهذا ليس حرية تعبير وإنما جريمة أمن قومي، نعم أمن قومى، لأنه عندما يشكك غير المختصين في ثوابت الدين فإنه يفتح الباب واسعا لشباب كثر للسير في طريق الإلحاد، إلى جانب تشكيك العوام في دينهم وهذه كارثة كبرى، ومن أولويات الأمن القومي لمصر، ما يفعله إبراهيم عيسى هو نفس ما تفعله التيارات المتطرفة، فالتطرف اليساري لا يقل خطورة عن التطرف اليميني، كلاهما يحاول الاصطياد في الماء العكر واللعب بالنصوص وليّ عنقها.
أما من يحاول المزايدة حول هذا الموضوع بالقول بإن قانون «ازدراء الأديان» مدخل لتصفية أصحاب الفكر فهؤلاء أنفسهم هم الذين عندما تنتقدهم يعلقون لك المشانق، للأسف بعض من النخبة في مصر عندهم ازدواج في المعايير، يسوقون أنفسهم أن الحق معهم وعندما تختلف مع واحد يتهمونك بضيق الأفق وأحيانا بالجهل.
في وجهة نظرى، حديث إبراهيم عيسى عن المعراج وإنكاره كان له منفعة عظيمة جدا، وهى التأكد من أن الشعب المصرى وعلماءه وعامته لا يزال الدين عندهم «خط أحمر» مهما حاول المرجفون إيصال عكس ذلك.. هذا الشعب وأزهره ومؤسساته الدينية هم حائط الصد الأول فى التطاول على الدين وحفظه من الذين يحاولون إيصال فكر خاطئ.