حسنا فعلت إدارة منتدى شباب العالم عندما ألغت إطلاق النسخة الخامسة من 'منتدى شباب العالم' بشكله السنوي المعهود من 'مدينة شرم الشيخ'، وخيرا ما قررته من توجيه عوائد حقوق الرعاية التي كانت مخصصة لتنظيم النسخة الخامسة في تنفيذ حزمة كبيرة من المبادرات والمشروعات والبرامج التنموية الهامة ذات التأثير المباشر على المواطنين والشباب بوجه خاص داخل وخارج مصر، وذلك بالتعاون مع شركاء المنتدى من مؤسسات ومنظمات دولية ومحلية.
في رأيي، القرار يكتسب أهمية كبرى في هذا التوقيت، لعدة أسباب لعل أهمها ما يعانيه العالم بشكل عام ومصر بشكل خاص من تداعيات أزمة اقتصادية صعبة، ما يحتم علينا توفير كل جنيه وإنفاقه في مكانه الصحيح، بالإضافة إلى تفويت الفرصة على اللجان الالكترونية، التي كانت تنتظر انطلاق المنتدى، حتى تسن السكين للحكومة والقيادة السياسية، بحجة أن الدولة تنفق مبالغ طائلة على المنتدى، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد لكل مليم.
ولا أخفي عليكم سرا أن القرار سبب راحة نفسية للمواطن المصري؛ وبرهن على التفكير الواقعي، الذي انتهجه القائمون على إدارة المنتدى، وذلك نظرًا للظروف الراهنة التي يشهدها العالم، كما يحمل رسالة للرد على المغرضين الذين يتاجرون بالأوضاع والآثار الاقتصادية ومحاولات الوقيعة وبث الفرقة في المجتمع.
الإيجابي في القرار أيضا هو إطلاق المبادرات ومنصة شباب العالم للمتطوعين، والذي يعكس إدراك القيادة السياسية للمتغيرات العالمية المتتالية والتداعيات والظروف الاقتصادية التي فرضت أعباء جديدة علينا.
لكن دعوني أوضح بعض النقاط المهمة الخاص بالمنتديات السابقة، أهمها أن هذه المنتديات كانت السبب في خلق علاقات استيراتيجية قوية بين مصر والعالم، كما أنها لا تكلف خزينة الدولة مليمًا واحدًا، على العكس تمامًا، فهي تساعد فى الترويج السياحى لشرم الشيخ بشكل خاص ومصر بشكل عام، وتعوضها عن ميزانيات التسويق السياحى.
أيضا الأموال المخصصة للمنتدى من قبل الرعاة والشركاء والقطاع الخاص كانت توجه قبل ذلك فى أوجه أخرى أقل فائدة، لكنها حالياً توجه لرعاية الشباب.
كلمة أخيرة
قرار إلغاء النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم سبب راحة نفسية للمواطن المصري.. اللي تعوزه مصر يحرم على المنتدى.