اعلان

الطريق إلى عمان .. 48 ساعة من العسل الأسود !

مطار الملكة علياء
مطار الملكة علياء

على طريقة فيلم عسل أسود تعثرت رحلتي من القاهرة لعمان لتستغرق 48 ساعة كاملة بدلا من ساعة واحدة لأسباب مختلفة، ولكن في نهاية المطاف حطت طائرة الخطوط الجوية الاردنية في مطار الملكة علياء الدولي الذي ظل كما هو بلا تغيير، مطار صغير لكنه حديث، في مطار علياء على الرغم من صغره يشعر من يهبط فيه أنه هبط على سطح نموذج مصغر لكوكب الارض، المسافرون من كل الجنسيات تقريبا يعبرون هذا المطار في كل الاتجاهات، طائرات تهبط لتعاود الطيران مرة أخرى بين القاهرة وبغداد واربيل وجدة والرياض والمدينة المنورة ودبي والشارقة والدوحة ومسقط وبيروت وحتى تل أبيب ! الجديد هذه المرة هو مشهد المصلين في جنبات صالات المطار مع كل صلاة سواء من يقصرون الصلاة أو من يؤدون الصلوات كاملة غير مقصورة بسبب الزحام في غرفتي الصلاة بالمطار سواء للرجال أو للنساء، فمع كل صلاة تتحول صالات الانتظار لمسجد كبير لا تنقطع فيه الصلوات جماعة وراء أخرى كل جماعة تسلم الأخرى دورها في ترتيل القرآن والركوع والسجود حتى موعد الصلاة التالية

امرأة صلعاء

المرأة الصلعاء وشريكاتها الأنثى ولاعبة الورق

دائما كنت اتخوف من عمان واحب مطارها، جاء حظي في الجلوس بين امرأتين واحدة استرالية مستغرقة في قراءة موقع شهير للكتب بواسطة التابلت تبدو على وجهها مسحة أصيلة من جمال قديم ولو أثار الزمان على رقبتها لما ظن أحد أنها تخطت الستين من عمرها على الأقل، والثانية تحمل جواز سفر صادر من الامم المتحدة تلعب الورق طول الوقت مع نفسها او مع شخص آخر أون لين ولا تتوقف عن تشجيع نفسها بكلمات أو حتى حركات تدل على فوزها في دور من اللعب . وفي مطار عمان لا تخطأ العين المزيج الغريب من الثقافات لشعوب تتقاطع طريقها بين أركان العالم في نقطة صغير بالصحراء الاردنية، كان من المثير أن تجد جنبا إلى جنب النساء المنقبات والملتحفات بالحجاب مع نساء وفتيات يلبسن ملابس غربية كاشفة وفتاة تنتظر طائرة بيروت ولا ترتدي سوي حمالة صدر مع تنورة قصيرة، و في نفس الصالة امرأة غربية صلعاء تماما يبدو من صلعتها اللامعة حرصها على استخدام الموس كل يوم لتأكيد تشبهها بالرجال وهى تمسك بيد شريكتها في الحياة انثى غربية مكتملة الأنوثة والزينة ولكن الملف أن بينهما طفلة قد تكون ابنة أحدهما في مشهد كاشف عن طبيعة المنحدر الذي هوت له الإنسانية بسب أفكار النوع الجندري الذي تروج له في بلادنا عشرات المنظمات النسوية وتساندها للأسف منظمات دولية وحتى الامم المتحدة.

يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ

وبعد أن تغيب المرأة الصلعاء وشريكتها الأنثى الجميلة وضحيتهما الطفلة البريئة تظهر مجموعات من الحجاج القادمين من كل أركان الأرض بألوانهم ولغاتهم المختلفة، وكل مجموعة تلتف حول مرشدها في الرحلة ويظهر من تنوع السنتهم أنهم قادمون من أربع أركان الكرة الأرضية في تحدي إلهي مستمر منذ نزول القرآن الكريم مصداقا لقول الله تعالى : (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) ( الحج - 27 ) تنتهي ساعات الانتظار وتنادي السماعة الداخلية على رحلتي التالية، بين متشوق لبيت الله الحرام وبين خائف من القادم ادلف للطائرة، تطير من جديد لجوف الصحراء ، اقلب بين محطات شاشة التليفزيون المثبتة أمامي على ظهر كل مقعد، اغفو ولا أشعر بالوقت حتي انتبه أن الطائرة حطت في مطار المدينة المنورة، اخطو والفرحة لا تسعني أني في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأردد بلا توقف : ((اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً