يوميات معتمر مصري في المدينة المنورة ( 6 ) عائلة زيزي وأخواتها

المدينة المنورة
المدينة المنورة

كان من بين العائلات التي التقيتها في المدينة المنورة عائلات فقد عائلها وظائفهم قبل سنوات خلال أزمة كورونا، ولأسباب مفهومة انقطع بهم الطريق لمصر وعلقوا في السعودية، ولكن تحت ضغوط الحياة اضطروا للتكيف مع الظروف التي مرت بهم وعمل الأب والأم في أعمال مختلفة حتي مرت الأزمة بسلام، ولظروف عندما انتهت ذروة أزمة كورونا لم يجد عائل الأسرة وظيفته السابقة متاحة، وحتى عندما تم استئناف الطيران وحركة السفر لم يكن لدى الأسرة من المال ما يكفي ليعود جميع أفراد الأسرة لمصر، فبعض الأسرة تمكنت من إعادة الزوجة والأطفال وبقى العائل يحاول استعادة توزانه المالي من خلال العمل في أي وظائف، بينما لم تنجح عائلات كاملة في الرجوع لمصر ولم يحصل عائلها على عمل وبالتالي فإن إقامة كل عائل واسرته سقطت وأصبح وضع هذه العائلات المصرية في المملكة وضع مخالف للإقامة.

المصريون في السعودية

الكفيل الصوري ووضع العائلات المخالف للإقامة

الان ولأول مرة أصبحنا نرى عائلات مصرية كاملة مخالفة لنظم الإقامة في دولة خارج مصر، وجميع أفراد الأسرة ينتظرون على أمل أن يحصل عائل الأسرة على وظيفة وعلى شخص أو كفيل ليوفق أوضاعه وأوضاع زوجته وأطفاله، وقد ينجح كثير من المصريين في الحصول على الوظيفة أو الكفيل الذي يؤدي هذا الدور حتى ولو صوريا، ولكن في نفس الوقت فإن كثير من المصريين أيضا قد لا ينجحون في الحصول على هذا الحل، ولكن في كل الأحوال يبقي الوضع كما هو عليه، وتبقي عائلات في الغربة في وضع مخالف للإقامة وهى عالقة بعيدا عن الوطن لا تستطيع العودة للوطن ولا مجرد الذهاب للمطار طالما أنهم خالفوا قواعد الإقامة .

شعار للمصريين .. ابتعد عن السفارة المصرية وغني لها

ولكن وسط هذه الظروف فأنا على يقين من أن كل مصري ومصرية سوف ينجحون في التأقلم على كل الظروف في الغربة، وبعض المصريين هنا يقول إنه حتى وإن عمل في وضع المخالف لشروط الإقامة فالراتب الذي يحصل عليه يوفر لأسرته نفقاتها وهى نفقات قد لا يستطيع الحصول عليها في مصر، وقد لا يستطيع أن يحصل على وظيفة من الأساس إن رجع لمصر في هذه الظروف ، في كل الأحوال سوف يتمكن كل مصري وكل مصرية في الغربة من توفيق أوضاعهم، ولن أشير لدور السفارة المصرية والقنصليات المصرية في الخارج التي يتعامل معها المصريون المغتربون على أنها مكاتب لاستصدار الأوراق الرسمية إن احتاجوا لها وأن من الأفضل البعد عنها عملا بالمثل المصري الشهير ( ابعد عن الشر وغني له ) وقد يكون وضع السفارات المصرية في الخارج وعلاقتها المتردية مع المصريين موضوع نقاش آخر ليس هنا مجاله، ولكن في كل الأحوال المصريين يتعاملون مع السفارة المصرية على أنها قسم شرطة وظني ان الخطأ الذي يقع فيه رجال الدبلوماسية المصرية عندما يتعاملون مع مواطنيهم أنهم يتعاملون معهم على أنهم هم أيضا ضباط شرطة وليسوا رجال دبلوماسية .

ضحكة الأنسة زيزي وبكاءها أيضا .. أصغر مصرية في الجالية

وتبقي صديقتي الأنسة ( زيزي ) أصغر مصرية في الجالية المصرية بالمدينة المنورة ( 3 أعوام ) ورفاقها من الأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الالتحاق بالمدرسة لحسن الحظ، فهؤلاء فلذات أكباد الوطن الذين يعيشون في وضع مخالف مع عائلاتهم، ولكن في نفس الوقت فهم أمل هذه العائلات في توفيق الأوضاع، فكل مصري أتكلم معه هنا يشير لي بأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله من أجل أطفاله، ووسط كل مشاعر القلق والتوتر والخوف من المستقبل يبقي الامل يتجدد مع كل ضحكة لصديقتي الأنسة ( زيزي ) ولهوها البريء، وحتى بكائها عندما تفقد لعبتها ولا تجدها أو عندما يأخذ منها رفيقها قطعة حلوى أو تتشاجر رفيقتها معها بسبب التنافس على استخدام الألوان في افساد لوحة جميلة مرسومة من قبل، بكائها الذي لا يزيد عن ثواني ثم ضحكها بعد البكاء مباشرة يبقى الضوء الذي يضئ لنا وسط ظروف لا يمكن وصفها بانها أحسن الظروف، ولكنها بإذن الله سوف تتبدل للأحسن، فالخير قادم إن شاء الله

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً