أن اللغة هي أداة التواصل الرئيسة بين الجماعات والأفراد والتي بدونها يستحيل التعاون بينهم ومن ثم العمل والتقدم، وكلما كانت هذه اللغة على درجة من الوضوح والجودة، كلما تم التواصل والتعاون على أفضل وجه تخيل شخص يريد أن يوجه شخص آخر بلغة لا يفهمها أو شخص يطلب مساعدة من شخص وهما لا يفهمان لغة بعضهما البعض، من هنا تأتي أهمية اللغة والعلم باللغة وإتقان اللغة.
تستطيع من خلال اللغة أن تتعرف على المتكلم، على أصوله، وجنسيته، وعرقه، وبيئته، ومستوى ثقافته وتعليمه، وعلى أفكاره، حينما قال الفيلسوف اليوناني الشهير سقراط مقولته الشهيرة تكلم حتى أراك كان مصيبًا لأن كلام المرء ولغته سيفصحان عن هويته وعن مستوى علمه، عن قيمته.
يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه: أظل أهاب الرجل حتى يتكلم فأما أن يسقط من عيني وأما يرفع نفسه عندي.
أنها اللغة بمعناها الواسع ليس بمعني الحروف والكلمات فقط إنما بمعني الثقافة والعلم، لن نحصل على العلم بدون اتقان اللغة وإجادتها.
نحن نرى من يذهب إلى بلد أجنبي لعمل دراسات علمية أن أول شيء يقوم به هو تعلم لغة هذا البلد وإجادتها حتى يستطيع أن يحصل العلم بجامعاتها.
يقول العلماء أيضًا أنه لا يمكن فهم القرءان الكريم وتدبر معانيه إلا عن طريق فهم اللغة العربية وقواعدها، فإذا كانت اللغة ضرورة للتعلم فهي ضرورة للتقدم والرقي.
كيف نريد أن نتقدم ونرقى ونحن نهدم قواعد اللغة ونتبنى لغة رديئة في الإعلام والفنون بل وحتى في التعليم، عندما ظهر في الصحافة في بداية الثمانينات كتابة المقالات بطريقة المصطبة، اذكر المذيعة أو الفنانة أو الممثلة إسعاد يونس نشرت لأول مرة في مجلة الشباب مقالات مكتوبة بلغة ( شوفي يا اختى وزمبؤلك )، فتحت الباب على مصراعيه لسيل من الكتابات من هذا النوع وانتقلت العدوى للقنوات التلفزيونية فلم يعد هناك شرط إجادة اللغة العربية غير معمول به في اختيار المذيعين والمذيعات، أصبحنا نرى مذيع يقول (اسمع يا ولا واسمعي يا ولية) ثم واصلنا الانحدار حتى وجدنا مدرس يشرح للطلبة بنفس الطريقة ويستخدم الطبلة في الشرح، ناهيك عن المسلسلات والحوار الرديء الذي أصبحت تتبناه، والكتابة الرديئة حتى في الأعمال الأدبية.
كيف نتعلم ومن يعلمنا غير متعلم؟
أخيرًا أن جودة اللغة من جودة التعليم والتعلم، وهي السبيل الوحيد للثقافة والعلم والتقدم والرقي فيجب أن نعيد النظر في تبني اللغة الرديئة حتى لا نغرق أكثر في الجهل.