ads
ads

ماجي قطامش تكتب: الزوجة الثانية والشخصية الحدية قنبلة موقوتة

ماجي قطامش
ماجي قطامش

تخيل امرأة تعيش حياتها كلها على هامش الأمان، لم تشعر يومًا بأنها أولى اهتمامات من حولها، دائمًا في الخلفية، دائمًا في الظل. هذه المرأة، المصابة باضطرابات شخصية حدية، تدخل في الزواج الثاني، ولا تعلم أن كل خطوة فيها هي قنبلة موقوتة لروحها ونفسها.

الزواج الثاني بالنسبة لها ليس مجرد علاقة جديدة أو فرصة مختلفة، بل إعادة لتكرار الألم نفسه. المرأة الثانية غالبًا تجد نفسها تعيش تجربة الإهمال والهامشية مرة أخرى، وكأنها تعيد كل الجروح القديمة، تحملها على ظهرها، وتعيش في دائرة من الألم النفسي المستمر.

النتيجة غالبًا مأساوية:

• شعور دائم بعدم الأمان

• وهم بأن تكون رقم واحد في حياة الرجل

• محاولة مستمرة لتعويض الماضي بالاستقلال المادي وتحقيق الذات، لكن بلا ضمان عاطفي حقيقي

• تأثير مباشر على الأسرة، الأطفال، وحتى الرجل نفسه

هذه القنبلة النفسية لا تهدد المرأة وحدها، بل كل محيطها. فالزواج الثاني يصبح اختبارًا حقيقيًا للبقاء النفسي، وأي خطوة بدون فهم كامل لتاريخها النفسي تصبح كارثة مضمونة مسبقًا.

الوعي الذاتي هنا هو الفرق بين العيش في وهم دائم وبين حماية النفس من الألم الذي قد يستمر العمر كله. يجب على كل امرأة قبل اتخاذ أي خطوة أن تعرف: كونها الزوجة الثانية في سياق هذه الشخصية لا يمنحها الأمان الذي تبحث عنه، بل قد يكرر الجروح، ويجعلها تعيش الشعور بأنها ليست أولوية، طول حياتها.

هذه القنبلة الموقوتة لا يمكن أن تُنقذ إلا بالوعي، بفهم الذات، وبالقراءة العميقة لتاريخ النفس، وبالاعتراف بأن الزواج الثاني ليس مجرد تجربة عاطفية، بل مسؤولية جسيمة تتطلب فهمًا للذات قبل التورط في علاقة قد تدمرك نفسيًا.

الرسالة واضحة وصادمة: أي خطوة بدون وعي قد تتحول إلى مأساة حقيقية، تعيش معها المرأة طول حياتها، وكأنها لم تكن أبدًا أولوية في حياة أحد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً