في شوارع الإسكندرية العتيقة، عند حي البيطاش في منطقة العجمي، تسكن شابة لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها، لكنها تحمل بين يديها عالماً من الطموح والحس الفني. اسمها جني محمد عبد العزيز، وهي ممثلة في بداياتها، لكنها تحمل بريقاً وموهبة تميزها عن أقرانها، تلك الموهبة التي تجعل من كل تجربة فنية تمر بها خطوة نحو النضوج والإبداع.
جني لم تبدأ فقط بالتمثيل، بل اختارت أن تغذي روحها بالفن والثقافة منذ الصغر. القراءة بالنسبة لها ليست مجرد هواية، بل نافذة تطل منها على عوالم مختلفة، تسمح لها بفهم الشخصيات وتفسير مشاعرها بعمق، وهي القدرة التي سترافقها على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا. أما الرسم، فهو المكان الآخر الذي تعبر فيه عن ذاتها، حيث تتحول أفكارها ومشاعرها إلى خطوط وألوان، لتخلق عالماً بصرياً يعكس إدراكها الحساس للجمال وللتفاصيل الصغيرة التي يغفل عنها كثيرون.
رغم صغر سنها، يظهر في جني إدراك مبكر لأهمية التوازن بين المهارات الفنية والمهنية. هي لم تُغرق نفسها في التمثيل وحده، بل تحرص على تطوير أدواتها، قراءةً وفنًا، لتصبح قادرة على تقديم أداء متكامل، يمس المشاهد قبل أن تصل الكلمات إلى مسامعه.
حي العجمي والبيطاش لم يكونا مجرد مسرح للعب الطفولي بالنسبة لها، بل مكاناً نشأت فيه روحها الفنية، وتعلّمت من شوارع الإسكندرية وشواطئها ألوان الحياة المختلفة. هناك، حيث رائحة البحر تختلط بأصوات المدينة، تجد جني مصدر إلهامها، حيث تتشكل شخصياتها الفنية الأولى، وتولد الأفكار التي ستتحول إلى أدوار ومشاهد لاحقاً.
بدايات جني المتميزة في التمثيل لم تمر دون ملاحظات من المحيطين بها؛ أساتذتها وأقرانها يلمحون في عينيها الشغف والانضباط والقدرة على فهم النصوص بعمق، وهو ما يجعلها مثالاً للشابة المصرية التي تجمع بين الموهبة والإصرار على التعلم. كل تجربة صغيرة على خشبة المسرح، أو كل محاولة أدائية أمام الكاميرا، تصبح بالنسبة لها خطوة نحو فهم أوسع للفن، واكتساب خبرة ستثقل موهبتها في المستقبل.
جني محمد عبد العزيز، في صغر سنها، تشبه الفنانة الصغيرة التي تترك أثرها قبل أن تكتمل رحلتها؛ هي البداية الواعدة التي تحمل معها ألوان الإبداع بين القراءة والرسم، بين التعبير الصوتي وحركة الجسد، لتصبح نموذجاً للشابة المصرية التي تصنع مستقبلاً فنيًا مشرقًا، بصبرها وحسها الفني الراسخ.
جنى
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
