تباينت ردود الأفعال بين المواطنين والأهالي بمحافظة بني سويف، عقب الإعلان عن اختيار 56 قرية ضمن مبادرة الرئاسة لتطوير 1000 قرية على مستوى محافظات الجمهورية لإحداث تطوير شامل بتلك القرى، مما نتج عنه حالة من الغضب لدى بعض القرى المحرومة من الخدمات وخاصة الصرف الصحي، ووجود طرق جيدة ووسائل مواصلات آمنة ومتوفرة بشكل دائم.
تفاقم مياه الصرف الصحي وإغراق المقابر بها بشرق النيل ببني سويف
التقى 'أهل مصر'، ببعض الأهالي والمواطنين في عدد من قرى بني سويف ممن يطالبون بتوفير بعض الخدمات الصحية والطبية ووسائل النقل، نظرا لحرمان هذه القرى من هذة الخدمات بها.
ففي عزبة الوقف التابعة لقرية منشأة عاصم بمركز بني سويف، اشتكى الأهالي، من اختلاط مياه الشرب النظيفة بمياه الصرف الصحي بالقرية، ما ينتج عنه مزيدا من الأضرار والآثار السلبية والصحية على صحتهم وسلامتهم وذويهم.
وقال سامي مخيمر، من الأهالي، إن هناك مأساة حقيقية تنذر بوجود كارثة إنسانية للعديد من الأهالى والمواطنين من إنتشار الأمراض المعدية وخاصة الفيروسات الكبدية والتي تؤدي إلى انهيار الصحة للمواطن في ظل تجاهل تام من المسؤولين والتنفيذيين المعنيين لاتخاذ الإجراءات اللازمة فورا لحماية أرواح المواطنين والأهالي.
وأوضح أن هناك بعض المواطنين والأهالي بالقرية بتوصيل مواسير منازلهم التي يستخدمونها في قضاء حاجتهم على مواسير المياه العزبة التي تستخدم في ري الأراضي الزراعية بالمخالفة لتعليمات البيئة، نظرا لما تسببه هذة الحالة من انتشار الأمراض بين المواطنين والأهالي من خلط مخلفات منازلهم وروثهم ودورات مياه منازلهم على المياه العذبة التي يستخدمها المواطنين في ري أراضيهم.
وأضاف محمد سيد، أحد الأهالي، أن بسبب انتشار مياه الصرف الصحي وغرق الشوارع بالقرية، هو تسرب المياه بشكل سريع وكبير أغلقت مواسير المياه الخاصة بالصرف الصحي مواسير المياه العزبة، ما أدى إلى رجوع المياه الملوثة تحت جدران المنازل والذي نتج عنه تكسير الأرضيات وشرخ الحوائط في المنازل.
فيما تمثل مشكلة الطرق للعديد من القرى والمراكز ببني سويف، نظرا للعديد من الشكاوى والاستغاثات المتكررة من جانب الأهالي، خاصة في الطرق التي تتواجد بالقرى النائية بأطراف المحافظة.
فهناك حالة من الخوف والقلق والتوتر والترقب، تسيطر على أهالي قرية التل الأصفر التابعة لقرية تل ناروز بشرق النيل ببني سويف، وانتظار لما سيحدث لأطفالهم وطلاب المدارس، وذلك لعدم وجود عوامل الأمن والسلامة في الطرق وعدم وجود مدارس قريبة لأبنائهم.
فقال يسرى سليمان، أحد أهالي عزبة التل الأصفر التابعة لقرية تل ناروز بمجلس قروي بياض العرب بمدينة شرق النيل ببني سويف، إن أهالي العزبة يعيشون في منطقة منعزلة تماما عن أي مقومات الحياة الإنسانية التي ينادي بها المسؤولون مرارا وتكرارا، فضلا عن اقتصار الخدمات الموجودة لأهالي العزبة ما بين أعمدة الكهرباء المحددة ومياه الشرب.
وأشار إلى أن أطفال القرية يسيرون في الطرق الغير مؤمنة بشكل كامل وذلك لسير هم ما بين طرقات الزراعة لمسافة تمتد إلى مسافة 4 كيلو متر للوصول إلى مدارسهم التي توجد في قرية بني سليمان الشرقية وقرية الحمرايا، مشيرا إلى وجود العديد من المخاطر التي تهدد سلامة وأمن وأمان الأطفال في عمرهم الزمني الذي يتراوح بين 6 إلى 12 عاما، ذلك لعدم وجود بعض الفصول المدرسية التي تستطيع من خلال وجودها الراحة والأمن والأمان للأطفال.
كما يعاني أهالي قرى خط طريق' إهناسيا اللاهون' من سوء رصف الطرق، وسيطرة العشوائية فى الطريق وعدم وجود رصف له، فضلا عن وجود العديد من المنحنيات الخطرة التى تهدد حياة وسلامة الطلاب، والمواطنين والأهالي بشكل يومي، نظرا لعدم الاهتمام من جانب المسؤولين بهذا الطريق، والذى يمر عليه يوميا آلاف من أبناء قرى 'معصرة نعسان، وقاى، وعزبة بزيد، وعزبة النصارى، واللاهون'.
قال على محمد عمر، أحد الأهالى بقرية السبيل التابعة لمجلس قروي بياض العرب بمدينة شرق النيل ببني سويف، إن مياه الصرف الصحي، أصبحت تهدد سلامة وأمن وأمان المواطنين والأهالى بشكل كبير، دون تحرك من جانب المسؤولين، مع وجود الحجج الواهية والغير مبررة من جانب المسؤولين.
وأوضح، أنه يوجد مواسير للصرف الصحي على بعد 200 متر فقط بقرية الشيخ علي، على بعد 500 متر فقط من محطة الصرف الصحي بقرية الحمرايا، مشيرا إلى وجود هذة المعاناة للأهالي والمواطنين منذ أكثر من 15 عاما.
وأشار إلى أن مياه الصرف الصحي، نتج عنها مزيدا من الأضرار في الأراضي الزراعية، وما نتج عنها من غرق الأراضي بمياه الصرف الصحي، فضلا عن تهديد المنازل بالانهيار، نظرا لتخلل المياه فى جدران المنازل، دون وجود أى من الحلول المناسبة من جانب المسؤولين، وكأنهم ينتظرون حدوث الكارثة الإنسانية.
وأكد أن مقابر الموتى أصبحت تعبر عن واقع مرير، و مؤسف، لكل من ينتمى للإنسانية، وذلك بعدما أصبح الموتى يسبحون في مياه الصرف الصحي، والمياه الجوفية، دون وجود أدنى مسؤولية، أو شعور من جانب المسؤولين بالمحافظة، تجاه هذة المصيبة، حتى اختلط رفات الموتى، بالحشائش بأنواعها المختلفة، والتي تكمن بداخلها كافة أنواع الحشرات الضارة.
وأشار إلى أن أهالي قرية السبيل بشرق النيل، لا يمكنهم أن يعيشوا عيشة كريمة، ولا موتاهم يسكنون بمقابرهم بشكل إنساني كريم، ما يؤكد مدى الوضع الإنساني الأليم الذي يتواجد فيها أهالي قرية السبيل بموتاهم أيضا.
وقال الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، إنه تم وضع خطة عمل لتنمية الـ65 قرية على مستوى مركزى ببا وناصر، والتي إدراجها في المرحلة الجديدة لمبادرة 'حياة كريمة ' تنفيذا لتكليفات القيادة السياسية بتوسيع نطاق المبادرة، ضمن المشروع القومي لتطوير 1000 قرية على مستوى محافظات الجمهورية لإحداث تطوير شامل بتلك القرى، وذلك في مختلف القطاعات خاصة الصرف الصحي والطرق والتعليم والصحة.
وأضاف محافظ بني سويف، أنه تم تشكيل مجموعات عمل وفرق ميدانية تضم شبابا من البرنامج الرئاسي ووحدة الرصد الميداني وشباب تأهيل وتمكين وممثليين من شباب القرى التي سيتم تنفيذها المشروعات بها، للرصد الدقيق والحوار المجتمعي مع أهالي القرى المعنية، بجانب أنه تم تشكيل لجان مختصة بتنفيذ المبادرة تضم كافة الجهات المعنية والجهات المعاونة.
وأشار إلى أن المبادرة تشمل كافة مناحي حياة المواطن وكل الخدمات التي يتعامل معها بشكل يومي وأساسي، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذ الصرف الصحي في 53 قرية وتوابعها بتكلفة تتجاوز 4 مليار جنيه لتصبح قرى ببا وناصر مخدومة بنسبة 100% بخدمة الصرف الصحي، حيث إن المخدوم بالصرف الصحي 13 قرية من الـ 66 قرية المدرجة ضمن المبادرة، كما تشمل المبادرة أعمال رصف للطرق، بجانب تدعيم الإنارة بالقرى وأعمال كهرباء، فضلا عن تدعيم الوحدات الصحية ومراكز الشباب والمدارس، وأعمال تغطية الترع وتنفيذ كباري، وغيرها من المشروعات الخدمية.