على مدار سنوات عدة يقصد الآلاف بشكل سنوي ساحة العارف بالله سيدي أحمد الفولي بمدينة المنيا لتستقبل محبي آل بيت رسول الله من كافة ربوع المحافظات، فضلا عن استقبال ضيوف من نوع خاص هم دراويش الحضرة أو دراويش الأولياء كما يطلق عليهم.
دراويش الأولياء ضيوف من نوع خاص
ويعد دراويش الحضرة أو دراويش الأولياء ضيوف من نوع خاص خلال فترة إقامتهم بساحات العارفين بالله ويتسابق المواطنين علي خدمتهم وتقديم الوجبات الغذائية لهم بعد إعدادها، ومن هؤلاء الدراويش من يقصد تلك الساحات في ذكري مولد العارف بالله سيدي أحمد الفولي، ومنهم من يحرص على زيارة صاحب المقام في أيام الجمع من كل أسبوع.
في زهد وهدوء يختارون دراويش الحضرة والأولياء عالم يختلف عن غيرهم فلم يكن التفكير في توفير الطعام عائق لهم ولم يكن المكان الذين يقيمون به عائقا يحول بينهم وبين تنقلاتهم بين البلدان والأخرى، وجلب لهم زهد الدنيا وما فيها مواطنين يحرصون على توفير كافة احتياجاتهم دون مقابل فقط رسخوا أوقاتهم لخدمة أصحاب السبح دراويش أصحاب المقام.
وقال محمد سليمان، إنه منذ أن ولدت وهناك العشرات من الدراويش يقبلون على الإقامة بساحة مسجد العارف بالله سيدي أحمد الفولي بمدينة المنيا في ذكري مولده في شهر رجب من كل عام وفي أيام الجمع من كل أسبوع.
وأضاف، أن دراويش العارف بالله سيدي أحمد الفولي لم يكونوا ضيوف عاديين بل يقبل الكثير علي خدمتهم طوال فترة إقامتهم خاصة من المقيمين بمدينة المنيا والمنطقة المجاورة لهم وتتولي عدد من الأسر إعداد وطهي الطعام لهم وتقدم لنفحات لهم.
من جانبه، قالت سمر إسماعيل، إن من أسعد لحظات الاحتفال بمولد العارف بالله سيدي أحمد الفولي بمدينة المنيا هى لحظات حضور دراويش الأولياء الذين يزهدون الحياة وما فيها، لافتة إلى أن جدتي اعتادت منذ أن جئت إلى الدنيا وأنا حاليا أبلغ الثلاثين من عمري على إعداد وطهي وجبات غداء تعد لهؤلاء الدراويش طوال فترة إقامتهم بساحة العارف بالله سيدي أحمد الفولي.
واستكملت، أنها ليست جدتي فقط التي تقوم بذلك فهناك العديد من السيدات والرجال يسخرون أنفسهم على إعداد وتقديم الطعام لدراويش العارف بالله سيدي أحمد الفولي وتقديمها كنفحات لوجه الله ويحرصون على رعاية دراويش الأولياء في ثلاث مناسبات خلال العام الواحد، فمن هؤلاء الدراويش من يقبلون على زيارة صاحب المقام في احتفالات مولده ومن يحرص على الحضور في احتفالات مولده وقضاء صيام شهر رمضان بساحته ومنهم من يحضر هاتين المناسبتين ويحضر أيضا أيام الجمع من كل أسبوع، والتي يحرص فيها المريدين والمحبين لصاحب المقام على زيارته.
وأشار ربيع رشاد، إلى إن العديد من الأسر خاصة بمدينة المنيا تقبل على خدمة دراويش العارف بالله سيدي أحمد الفولي كتجارة مع الله لتوفير وجبات طعام لهم تارة، وخدمة زوار صاحب المقام الذين يقطعون مسافات مئات الكيلو مترات من كافة محافظات الجمهورية تارة أخرى.
زوار أصحاب المقام
وأوضح، أن من أكثر الفئات التي تحرص علي خدمة دراويش الأولياء وزوار أصحاب المقام هم من فئات بسيطة جدا لكنهم يعملون على تسخير أنفسهم لخدمتهم وتوفير احتياجاتهم، مشيرا إلى أنه ليس بالضرورة تقديم وجبات اللحوم لهم ولكون الأسر التي ترعى دراويش الأولياء من فئات بسيطة فتكون النفحات المقدمة لهم خلاف اللحوم نفحات من الأكلات الشعبية البسيطة بالفول النابت ومعلبات الأرز بلبن وغيرها من الوجبات المعدة منزليا.