هل جندت إسرائيل أشخاصا من الداخل؟.. طيار أمريكي يكشف مؤامرة اغتيال الرئيس الإيراني

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي

أثارت الوفاة غير المتوقعة لاثنين من القادة الإيرانيين الأقوياء صراعًا شديد الخطورة على السلطة، وقد أثارت أيضًا تكهنات بحدوث عملية اغتيال للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيث توفي مع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بعد تحطم مروحيتهما أثناء عبورهما منطقة جبلية وسط ضباب كثيف في طريق العودة من زيارة إلى الحدود مع أذربيجان.

وكان رئيسي، 63 عاماً، أحد تلاميذ المرشد الأعلى الإيراني الذي ساعد في الإشراف على عمليات الإعدام الجماعية للآلاف في عام 1988، وكان يُعرف أيضاً باسم 'جزار طهران'،كما قاد البلاد عندما قامت بتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستويات صنع الأسلحة وشنت هجومًا كبيرًا بطائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل.

وكان أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني قريبًا من الحرس الثوري شبه العسكري في البلاد، حيث واجه الغرب بينما كان يشرف أيضًا على المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة حول البرنامج النووي للبلاد.

خطاب الرئيس الإيراني الأخير

قال الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي للطلاب في باكستان إنه 'لن يبقى شيء' للنظام الإسرائيلي إذا هاجم الأراضي الإيرانية بشكل مباشر، في ما يُعتقد أنه آخر خطاب علني له حول التوترات مع إسرائيل قبل مقتله في تحطم مروحية في 19 مايو 2024.

وفي حديثه في الكلية الحكومية بجامعة لاهور، أعرب رئيسي أيضًا عن التزام إيران وباكستان المشترك بالدفاع عن 'المقاومة والشعب الفلسطيني المضطهد.

ووفقاً لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست، كان لدى رئيسي قائمة طويلة من الأعداء في إيران، بما في ذلك المعتدلين نسبياً الذين قام بتهميشهم أمام زملائه المحافظين الذين يعتقدون أنه كان رئيساً غير كفؤ، وقالت إن بعض الإيرانيين يعتقدون أن أعداء رئيسي قد ينتقمون، وقال التقرير 'ليس من غير المعقول أن نتساءل عما إذا كان أعداء محليون تآمروا لقتله، ولكن يمكن تآمر من داخل إيران للتعاون مع العدو الحالي إسرائيل، الذي خرجت سريعا لتنفي التهمة عن نفسها بأن ليس لديها يد في وفاة الرئيس الإيراني.

هل إسرائيل لها يد؟

ويقول الباحث السياسي في المجلة 'فاركان كيزولي' إنه لا يمكن استبعاد تورط إسرائيل أيضًا لأن كلا البلدين عدوان منذ فترة طويلة، وفي الشهر الماضي، اقترب البلدان تقريبًا من حافة حرب واسعة النطاق بعد أن اغتالت إسرائيل جنرالًا إيرانيًا في سوريا، وردت طهران بشن هجوم صاروخي غير مسبوق على إسرائيل.

واضاف الباحث إن مجموعة التجسس الإسرائيلية الموساد لديها تاريخ طويل في قتل الأعداء، بما في ذلك في إيران، وفي الواقع، اغتالت إسرائيل العديد من العلماء النوويين البارزين في إيران على مر السنين.

وهناك أسباب قوية للشك في تورط إسرائيل، فهي لم تذهب قط إلى حد اغتيال رئيس دولة، وهو عمل حربي لا لبس فيه من شأنه أن يستدعي رد فعل إيراني، ولكن مع جنون نتنياهو الحالي في غزة والذي لم يسبق له مثيل.

رأى الكابتن طيار يوسف لاري في الطيران المدني الأمريكي، أن الضباب والغيوم لن تؤثر على مسار مروحية الرئيس الإيراني بشكل خاص لأنها مجهزة للهبوط حتى في حالة تعطل المحركات، وأكد أن سيناريو الطقس مستبعد وأن ما أعلنته إيران ليس إلا غطاء لحين الاستعداد للرد على من فعل ذلك سواء من الداخل الغاضب أو الدول التي لها مصلحة في زيادة ارباك الداخل الإيراني حالياً.

وأكد أن المروحية صنعت عام 1992 وهي أميركية تحمل في هيكلها محركين أساسيين بصناعة كندية، بحيث إذا تعطل واحد تعمل بالآخر، وفي حال تعطل الاثنين تعمل الطائرة بطريقة الدوران الذاتي وتستطيع عبره الهبوط بسلام.

لكن إذا فقدت الطيارة شفرتيها فإنها بالتأكيد ستهوي بسرعة كبيرة جداً وبقوة ارتطام مأساوية بحيث لا يخرج منها أية ناجين، وهذه الحالة يجب أن تكون بفعل فاعل فقط.

واضاف أن هناك مؤامرة حدثت اشترك فيها أشخاص من الداخل مع الخارج اعطت احداثيات الطائرة وهذه فرضية يمكن أن تكون بشكل كبير حدثت وسنكتشف ذلك خلال الأيام القادمة.

هل إيران تعلم من وراء الحادث؟

فيما قال الدكتور علي جودة الباحث في الشان العربي لصحيفة الجارديان الأمريكية، أن الحكومة الإيرانية تعلم ما حدث بالتفصيل ولكنها تريد ترتيب أوراقها أولا تجنباً لحدوث فوضى داخلية في وقت حساس تمر به طهران مع فتح عدة جبهات حرب خاصة في سوريا.

واضاف أن المسؤولين في إيران بإمكانهم الوصول لتفاصيل الحادث بأكلمه ويمكن في وقت لاحق يتم الكشف عن ما حدث ويمكن أن يدفن مع وفاة 'رئيسي'.

وأكد أنه في حال كان سبب وفاة الرئيس فعلاً أحوال الطقس، فإن ذلك سيكون موضع شك، خصوصاً وأن طهران معروفة بالتقدم التكنولوجي، فهي التي تقدم دعما لروسيا ولجماعات أخرى موالية لها في المنطقة بهذا المجال،كما أشار إلى أن طلب إيران المساعدة الأوروبية من جهة والتركية من جهة أخرى يترك أمر وفاة الرئيس أمام تساءول كيف لإيران التي تصنع التكنولوجيا المتقدمة تقف ساكنة لمدة 15 ساعة حتي تعثر على طائرة ابراهيم رئيسي.

مصلحة إسرائيل من وفاة رئيسي

وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، ساعدت إيران ساعدت في التخطيط للهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر على قطاع غزة ببعض الأسلحة التي مدت حماس بها، كما أنها اشعلت جبهة الحرب في لبنان بالجولان المحتلة، وفي خضم محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو دخول رفح رغم اعتراض العالم العربي والدولي، إلا أن وفاة الرئيس الإيراني من وجهة نظر إسرائيل سيضعف الجبهة الداخلية الإيرانية بشكل مؤقت، وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على حرب غزة، وهذا ما يحتاجه نتنياهو الآن.

ماذا بعد رئيسي؟

وفي عهد رئيسي، واجهت القيادة في إيران تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، هزتها المظاهرات التي قادها الشباب ضد حكم رجال الدين والظروف الاقتصادية القاتمة.

شنت السلطات الإيرانية حملة قمع موسعة على المعارضة منذ اندلاع الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بسبب وفاة امرأة شابة عام 2022 أثناء احتجازها من قبل الشرطة.

التالي في خط الخلافة الرئاسية هو نائب الرئيس محمد مخبر، الذي يجب أن يحظى بموافقة خامنئي، الحكم النهائي في الشؤون الداخلية والخارجية في الجمهورية الإسلامية.

وينص الدستور الإيراني أيضًا على أنه يجب على رؤساء فروع الحكومة الثلاثة، بما في ذلك نائب الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية، الترتيب لإجراء انتخابات وانتخاب زعيم جديد في غضون 50 يومًا من تولي دور القائم بأعمال رئيسي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً