في تطور يُنذر بعواقب خطيرة على الاستقرار الإقليمي، أعلنت وزارة الدفاع الباكستانية أن سلاح الجو الباكستاني أسقط خمس مقاتلات هندية، بعد ما وصفته بـ"خرق خطير" من قبل القوات الهندية لحدود باكستان السيادية. واعتبرت إسلام آباد هذا الهجوم "تجاوزًا صارخًا للخطوط الدولية المعترف بها، ودعوة مفتوحة لتوسيع رقعة الصراع العسكري في المنطقة."
جاء ذلك في تصريحات لوزير الدفاع الباكستاني، خواجه محمد آصف، أدلى بها خلال مقابلة مع شبكة CNN، حيث أكد أن القوات المسلحة الباكستانية تعاملت "بكفاءة وحزم" مع التوغّل الجوي الهندي قرب إقليم كشمير المتنازع عليه.
"القوات الباكستانية أسقطت خمس طائرات مقاتلة هندية خلال اشتباك جوي حاد في الأجواء الشمالية الشرقية. كنا نأمل أن تنتهي الاستفزازات، لكن نيودلهي تصر على دفع المنطقة إلى حافة حرب شاملة"، قال آصف.
تصعيد خطير في كشمير
شهدت الأيام الماضية سلسلة من التحركات العسكرية المتبادلة على جانبي خط السيطرة في كشمير، في ظل تزايد المناوشات المسلحة والتصريحات العدائية بين الجانبين. ووفقًا لمصادر عسكرية باكستانية، فقد اخترقت الطائرات الهندية المجال الجوي الباكستاني فجر الأحد، ما دفع سلاح الجو الباكستاني إلى الرد السريع وإسقاطها فوق منطقة مظفرة آباد في الشطر الباكستاني من كشمير.
وسُمع دوي انفجارات متتالية في محيط مدينة راولبندي، بينما أُعلنت حالة التأهب القصوى في عدة قواعد جوية باكستانية، وسط تقارير عن تحرك وحدات هندية مدرعة في الاتجاه المقابل من خط التماس.
باكستان: لا نبحث عن الحرب لكننا مستعدون لها
رغم التصعيد، شدد وزير الدفاع الباكستاني على أن بلاده "لا تسعى للحرب ولا ترغب في زعزعة استقرار المنطقة"، لكنها – حسب تعبيره – لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تكرر أي اعتداء على أراضيها.
"السلام هو خيارنا الأول، لكن الدفاع عن حدودنا وسلامة شعبنا ليس خيارًا بل واجب. نحن مستعدون لأي سيناريو، ونأمل أن تعود الهند إلى طاولة التهدئة بدلاً من التصعيد".
وأكد آصف أن بلاده أجرت اتصالات مع أطراف دولية عدة، من بينها الصين والولايات المتحدة وتركيا، لإطلاعهم على تطورات الأوضاع وخطورة استمرار الهند في سياستها العدائية.
ردود فعل دولية ومخاوف من صراع نووي
التصعيد الأخير أثار قلق المجتمع الدولي، خاصة في ظل امتلاك كل من الهند وباكستان ترسانة نووية ضخمة، مما يجعل أي نزاع مفتوح بين الجانبين يحمل في طياته تهديدًا بأزمة إقليمية قد تمتد آثارها خارج حدود آسيا الجنوبية.
وأعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن "قلق بالغ إزاء التوتر المتصاعد"، داعيًا الطرفين إلى "ضبط النفس والعودة إلى المسار الدبلوماسي الفوري."
كما دعت الولايات المتحدة الطرفين إلى وقف العمليات العسكرية، وأكدت أنها تتواصل مع الجانبين لتخفيف حدة التوتر.
نذر حرب أم فرصة تهدئة؟
تتزامن هذه التطورات مع اقتراب موعد قمة إقليمية مقررة في طهران نهاية الأسبوع الجاري، حيث يأمل مراقبون أن تكون فرصة لوساطة محتملة تضع حدًا لهذا التصعيد قبل فوات الأوان. ورغم ذلك، تبدو المسافة بين نيودلهي وإسلام آباد أبعد ما تكون عن التهدئة، في ظل تمسك كل طرف بمواقفه.
وفي غياب مؤشرات واضحة على خفض التصعيد، يترقب العالم بحذر ما ستؤول إليه الأيام المقبلة في واحدة من أكثر بؤر التوتر الجيوسياسية حساسية على الساحة الدولية.