يتداول كثير من المسلمين من الرقائق ما قد تجعل هناك شبهة حول فكرة العدل في الإسلام وفكرة الثواب والعقاب وما يتعلق بالفكرة العامة عن الجنة وعن الحياة الآخرة ، ومن هذه الرقائق الحديث المروي عن مكحول ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإنها من كنز الجنة ) ، قال مكحول : فمن قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولا منجى من الله إلا إليه ، كشف الله عنه سبعين بابا من الضر ، أدناها الفقر " وهو حديث رواه الترمذي فهل مجرد أن يواظب المسلم على قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) يكشف عنه الضر وأدناه الفقر ؟ لكن مئات الملايين من المسلمين فقراء ومن بينهم الملايين ممكن يواظبون على قول ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) ؟ فما صحة هذا الحديث ؟ وهل من الممكن أن يكون منطق الحديث نقطة البداية في أن نتعرف على الحديث الصحيح من الحديث الموضوع ؟
وحديث لا حول ولا قوة إلا بالله فيه الجزء المرفوع من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ضعيف من هذا الطريق ، لأن مكحول لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه . وقد ضعفه الترمذي بعد روايته له فقال :" هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِمُتَّصِلٍ ، مَكْحُولٌ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، ومنه ما رواه الحاكم في "المستدرك" صفحة (1990) ، والبيهقي في "الدعوات الكبير" صفحة (191) ، من طريق بشر بن رافع ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :( من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له دواء من تسعة داء أيسرها الهم ). والحديث موضوع : وآفته : بشر بن رافع ، قال ابن القيسراني في "معرفة التذكرة في الأحاديث الموضوعة" (977) :" فيه بشر بن رافع النجراني يروي الموضوعات "، ومنه ما أخرجه المحاملي في "الأمالي" (287) ، والخطيب في "تلخيص المتشابه في الرسم" (2/657) ، من طريق إبراهيم بن هانئ ، قال نا خلاد بن يحيى المكي ، قال: حدثنا هشام بن سعد ، قال: حدثني مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، قَالَ قَالَ أبو ذر:( أَوْصَانِي حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أكثر من قول لاَ حولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، وَكَانَ يُقَالُ فِيهَا دَوَاءٌ مِنْ تسعة وتسعين داء أدناها الهم ). وإسناده ضعيف جدا :