يقول المولى سبحانه وتعالى : وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . يقول الطبري في صفحة ص245 من المجلد الأول في تفسير هذه الآية : والذين يؤمنون بما أنـزِل إليك وما أنـزل من قبلك ": أي يصدِّقونك بما جئت به من الله جلّ وعز وما جاء به مَنْ قبلك من المرسلين, لا يفرِّقون بينهم، ولا يجْحَدون ما جاءوهم به من عند ربهم ، وفي تفسير ابن كثير للاية : قال ابن عباس : ( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ) أي : يصدقون بما جئت به من الله ، وما جاء به من قبلك من المرسلين ، لا يفرقون بينهم ، ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم وبالآخرة هم يوقنون ) أي : بالبعث والقيامة ، والجنة ، والنار ، والحساب ، والميزان، وفي تفسير القرطبي : والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ، قيل : المراد مؤمنو أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام وفيه نزلت ، ونزلت الأولى في مؤمني العرب. أما في تفسير السعدي فجاء { وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ } يشمل الإيمان بالكتب السابقة، ويتضمن الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل وبما اشتملت عليه, خصوصا التوراة والإنجيل والزبور، ولكن ما هو الزبور ؟ وكيف نؤمن به ونحن لا نعرفه ؟
الزبور من الكتب المقدسة والذي نزل على نبي الله داوود عليه السلام وهو مملوء بالنصائح والحِكَم والأدعية، ولم تذكر فيه الأحكام. ويعتقد بعض الباحثين بأن الزبور المذكور في القرآن هو المزامير في الكتاب المقدس عند اليهود والنصارى.وقال بعضهم بأن الزبور هو الكتاب المشمول على الحكم العقلية دون الأحكام الشرعية، وقيل بأن الزبور كل كتاب سماوي يصعب الوقوف عليه. وقد ورد الزبور في القرآن
ذكر اسم الزبور في القرآن الكريم ككتاب داوود (ع) في ثلاث آيات وفي كل من سورة النساء والإسراء والأنبياء، ففي سورة النساء قال الله تعالى: ﴿إِنّا أَوْحَیْنا إِلَیْکَ کَما أَوْحَیْنا إِلى نُوح وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلى إِبْراهیمَ وَ إِسْماعیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ عیسى وَ أَیُّوبَ وَ یُونُسَ وَ هارُونَ وَ سُلَیْمانَ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً﴾ ، وفي سورة الإسراء: ﴿وَ رَبُّكَ اَعْلَمُ بمَن فِی السَّموَاتِ وَ الأَرْض ِ وَلَقَدْ فصّلْنَا بَعْضَ النّّبيّينَ عَلَى بَعْض ٍ وَ آتَینا داوُدَ زَبُورًا أما في سورة سورة الأنبياء: ﴿وَلَقَدْ کَتَبْنَا فِی الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ الصَّالِحُونَ﴾.