يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الحج ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ ۚ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) ﴾، فما هو المقصود بالإلحاد في هذه الآية ؟ وما هو المقصود بالإلحاد في البيت الحرام ؟ وما هو تفسير هذه الآية ؟ جاء في كتاب المفردات في غريب القرآن لأبي القاسم الحسين بن محمد المعروف بالراغب الأصفهانى . أن الإلحاد في الحرم بمعنى ترك القصد الذي أمر الله عز وجل به والميل إلى الظلم وقال آخرون أن الإلحاد في الحرم هو الإشراك بالله عز وجل وقيل بأنه الشك في الله عز وجل حيث أن أصل الإلحاد هو العدول والميل عن الشيء مثل قولك لاحد فلان فلانًا أي أنه اعوج كل منهما على صاحبه ومالا عن القصد لذلك فإن الملتحد هو الملجأ والملتجأ لأن اللاجئ يميل إليه وذلك لقول الله عز وجل: ﴿وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا﴾ (الجن:22)
وقال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: معنى الآية السابقة هو أن من يميل وهو في بيت الله الحرام بظلم، حيث أن أهل التأويل اختلفوا في معنى الظلم الذي يُذيقه الله عز وجل العذاب الأليم عندما يُلحد في المسجد الحرام ولقد قال بعضهم أن هذا هو الشرك بالله عز وجل وعبادة غيره به وقال آخرون هو استحلال الحرام فيه أو ركوبه
ومعنى ذلك أن من يُريد أن يميل بظلم وهو في المسجد الحرام بأن يعصي الله عز وجل فإن الله يُذقه العذاب الموجع له يوم القيامة حيث أن مجيء كلمة الظلم بعد كلمة الإلحاد في الآية الكريمة لتبيين معناها من كونها الميل عن الحق إلى الضلال والباطل