يسأل كثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بشم النسيم في شهر رمضان المبارك ؟ وهل عندما يصادف يوم الشم النسيم أحد أيام شهر رمضان المبارك فإن هذا يجعل الاحتفال بشم النسيم في شهر رمضان غير جائز شرعا ؟ أو أنه يقلل من ثواب الصوم في شهر رمضان؟ حول هذه الأسئلة تقول أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية أنه من المعروف والمقرر شرعا أن العادات طالما أنها لا تخالف الشرع فهى جائزة ولا يلتفت لقول من قال إن هذا الاحتفال محرم أو منهى عنه ولا يوجد له أصل.
شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية لا تخالف الشرع الشريف
وأضافت أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصرية أن شم النسيم عادة مصرية ومناسبة اجتماعية ليس فيها شيء من الطقوس المخالفة للشرع، ولا ترتبط بأي معتقدٍ ينافي الثوابت الإسلامية، وإنما يحتفل المصريون جميعًا في هذا الموسم بدخول فصل الربيع بالترويح عن النفس وصلة الأرحام وزيارة المنتزهات. كما أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن ممارسة بعض العادات المصرية القومية كتلوين البيض وأكل السمك، وكلها أمور مباحة شرعًا، فبعضها مما يحث عليه الشرع الشريف ويرتب عليه الثواب الجزيل؛ كصلة الأرحام.
الشرع لم يحرم على المسلم التمتع الحلال بمباهج الحياة من أكل وشرب
وعلى ذلك فقد ذهبت دار الإفتاء المصرية للقول بأن الشرع الكريم لم يحرم على المسلم وعلى المسلمة التمتع بمباهج الحياة من أكل وشرب وتنزه أمرٌ مباح ما دام في الإطار المشروع، الذي لا تُرتكَب فيه معصية، ولا تُنتهَك حرمة، ولا يَنبعِث من عقيدة فاسدة، وذلك مصداقا لقول الله تعالى في كتابه العزيز : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (المائدة:87)، وقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) (الأعراف:32)