ذكر الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف عن أسرار الطواف في منشور على صفحته الرسمية على الفيسبوك، وهذا لبداية مناسك الحج الكبرى اليوم والذي يوافق يوم عرفة التاسع من ذي الحج، وخلال السطور التالية إليك أهم النقاط الواردة في منشوره الذي بعنوان 'أسرار الطواف' .
إذ ذكر الدكتور علي جمعة أن الطواف فيه حركة تذكر بعبادة الملائكة وهي تطوب بالمبيت المعمور، كما شببه بحركة الكواكب والتي تطوف حول الشمس وأن الله سبحانه وتعالى جعل كل شيء يسبح في مجاله، وشبه الطواف بحركة كل شيء حولنا، مما استنتج أننا نتحرك مثلما تفعل الكائنات أي الطائف مع الكون ومع عباد الله الصالحين وهم الملائكة.
حركة الطواف
أوضح الدكتور على جمعة حركة الطواف وشببهها بعدة حركات إليك أبرزها في نقاط:
- شبه الطواف بحركة عباد الله الصالحين 'الملائكة' وهم يطوفون بالبيت المعمور
إذ قال 'فيه حَرَكة تُذَكِّرُك بعبادةِ الملائكةِ وهي تَطُوفُ بالبَيتِ المَعمُورِ، وأنَّك تَتَشَبَّه بعبادِ اللهِ الصالحين؛ لأنَّ الملائكةَ مِن عبادِ اللهِ الصالحين، وأنَّ اللهَ مَنَّ عليك فلم يَحرِمك شيئًا عَلَّمَه لمَلائكتِه، ففَتَحَ لك كُلَّ طريقٍ.'
- شببه بحركة الكواكب حول الشمس
إذ ورد في منشوره 'جعلَ ربُّنا سبحانه وتعالى كلَّ شيءٍ يُسبِّحُ في مَجالِه، فجَعَلَ الكَواكِبَ تَطُوفُ حولَ الشَّمسِ، وجَعَلَ الشَّمسَ تَطُوفُ حولَ (فيجا)، وجَعَلَ المَجَرّة بحالِها تَطُوفُ وتَتَحَرَّكُ، وهكذا؛ فأنتَ تَطُوفُ كما طافت الكائناتُ وهي تُسبِّحُ ربَّها، وعلى ذلك فأنت تسيرُ في حركةِ الكَونِ، ولا تسيرُ ضِدَّه'.
- شبه الطواف بحركة المياة
أضاف في منشوره 'ولأنَّ الكعبةَ في شمالِ الأرضِ وليس في جنوبِها كما أوضَحنا مِن قبل، فتَجِدُ نَفسَك تطوفُ كطوافِ حركةِ الماءِ، فالماءُ يَدُورُ بهذه الكَيفِيّة في النِّصفِ الشَّمالِيِّ، فإذ بكَ تفعَل مِثلَما تفعلُ الكائناتُ في كلِّ شيءٍ؛ الكائناتُ الكبيرةُ والكائناتُ الصغيرةُ'.
أسرار الطواف
وقف علي جمعة في تشبيهاته السابقة على حقيقة أن الطواف يجعل الطائف حول الكعبة مثلما يطوف مع الكون ومع الملائكة، إذ قال: 'إذن أنت مع الكونِ، وأنت مع عبادِ اللهِ الصالحين، وهكذا يُذَكِّرُكَ الطَّوافُ بالبَيتِ بالحَرَكة، و(الحركة بركة) كما يقول الناس عندنا؛ فهل تَسكُنُ أم تَتَحَرَّكُ في عبادتِك لله؟ لا، بل تَتَحَرَّكُ، هو الذي أمَرَكَ بالحَرَكة في الصلاةِ والزكاةِ والصيامِ والحجِّ'.
كما أضاف أن هناك إضافات يضيفها لك الحج والعمرة منها الحركة في الطواف قائلًا: 'هكذا الحجُّ والعمرة يُكَبِّرانُ لك الأشياءَ، ولذلك تَتَّضِحُ لك فيه الحركة وأنت تطوف'.
الطواف في الحج
تحدث أيضا الدكتور علي جمعة باستفاضة عن الطواف بخلاف العبادات الأخرى من الصلاة والصيام وقال: 'الطوافُ ركنٌ مِن أركانِ الحجِّ والعمرة، أظهَرَ لك ما كان خَفِيًّا، فحركتُك في الصلاة وأنت تَقِفُ في مكانِك، وحركتُك في الصيامِ يُمكِنُ أن تكونَ بعَينَيكَ، تَتَرَقَّبُ الفَجرَ مثلاً، وبقلبِك، فتُحَرِّكُ قلبَك في النيّة؛ لأنَّه لا بُدَّ مِنَ النِّيّة قبلَ الفَجرِ؛ لكن كَبُرَت جِدًّا في الحجِّ ووَضُحَت، ما كان خفيًّا مَستُورًا أصبحَ ظاهِرًا بيِّنًا'.
واختتم منشوره بذكر أهم أسرار الطواف بقوله 'فالحركةُ في الطوافِ فيها أسرارٌ ظاهرةٌ وباطِنة، مِنَ الأسرارِ الظّاهِرة:
- استجابةُ الدُّعاءِ؛ لأنَّ هذا المَكانَ مَحَلُّ نَظَرِ اللهِ
- مَحَلُّ مُضاعَفة الأعمالِ في الثَّوابِ، فالمُصَلِّي والطّائِفُ والذّاكِرُ والدّاعِي والقارِئُ له مائةُ ألفٍ مِنَ الثَّوابِ خاصّة في الصَّلاةِ'.