قال الدكتور سعيد شبار استاذ الفكر الإسلامي استاذ الفكر الإسلامي ومدير مركز دراسات المعرفة والحضارة في المغرب أن مقومات التجديد موجودة في التراث الإسلامي بقوة والتي لم يستنفذها المسلمون بعد ، وهذه الإمكانيات التجديدية نصت عليها آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة. وقال إن من ينكر وجود مقومات التجديد في التراث الإسلامي فهو يلحق هذا التراث بتراث أمة أخرى نحن لا ننتمي لها. وأضاف الدكتور سعيد شبار في خلال مشاركته في أعمال الجلسة السادسة من مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، بعنوان: التجديد والأمن المجتمعي، أنه ينبغي استخراج إمكانيات التجديد في التراث وليس إهمال التراث أو إنكاره. مشيرا إلى ضرورة الوعى بمنهج الكليات في الدين، وأن تسترجع هذه الكليات لتحل محل الجزئيات في مقدمة اهتمامات الفكر الإسلامي. وحتي تصبح الكليات هى التي تتصدر مجالات إنتاج العلوم وليس الجزئيات التي تشغل المسلمين عن القضايا الهامة وتعيق مسيرة تجديد الفكر الإسلامي.
وقال شبار أن الله استخلف الناس جميعا في الأرض بقوله تعالى " إني جاعل في الأرض خليفة " ، والآية لها دلالات إنسانية لا تضيق في دائرة طائفية معينة لتكون رحمة للعالمين كما أرادها الله رب العالمين. لكن ما حدث هو أن قضية الخلافة في الأرض تم اختزالها في مفهوم الخلافة والجهاد مع أن مفهوم الاستخلاف هو مفهوم حضاري وعمراني يشمل الناس جميعا. ولكن ما حدث هو أن ربط الخلافة بالقتال الذي تم طرحه من جانب طوائف الغلو والتشدد حجب المفهوم الكلي للاستخلاف في الأرض وجعل هذا المفهوم في إطار جزئي. ومن ذلك ما يتعلق بالتزام مبدأ المواطنة في الدولة الحديثة بضرورة المساواة بين كل المواطنين في الدولة الحديثة مهما كان دينه أو انتماؤه، وأكد شبار على أن القوانين الوضعية طالما تخدم الكليات الشرعية فهى شرعية، وهو ما يفرض تجاوز مجموعة من المفردات التي انتهت سياقتها التاريخية مثل الجزية أو أهل الذمة أو دار الحرب وكلها مفردات انتهت تاريخيا وانتهت وظيفتها ولم تعد قائمة.