تنتشر في مصر ما يعرف بيوتات الطريقة الرفاعية الصوفية، فما هى أصل الطريقة الرفاعية الصوفية ؟ وما هى صفات من ينتسبون لها، ولماذا يحرصون على الضرب بالدفوف في حلقات الذكر ؟ يقول الدكتور عامر النجار في كتابه "الطرق الصوفية في مصر " أن هذه الطريقة تنسب إلى الشيخ أحمد الرفاعي المولود في قرية حسن بالبطائح في العراق، واسمه الحقيقي أبو العباس أحمد بن أبي الحسن البطائحي، المنسوب إلى الإمام موسى الكاظم، أما أحمد الرفاعي الموجود في مصر فيقول مريدو الطريقة أنه من نسله.تقوم الطريقة الرفاعية على العمل بمقتضى ظاهر الكتاب والسنة، ثم أخذ النفس بالمجاهدة والمكابدة، والإكثار من الذكر، وقراءة الورد، وذلك وفق إرشادات الشيخ وتوجيهاته، مع ضرورة التسليم والانقياد له والانصياع لأوامره. وعلى المريد أن يتمسك بالكتاب والسنة ثم تعاليم الشيخ ويعمل بما قاله من الالتزام بالسنة، وموافقة السلف الصالح على حالهم، ولباس ثوب التعرية من الدنيا والنفس، وتحمل البلاء، ولبس الوقار واجتناب الجفاء.
ويصل أتباع الطريقة الرفاعية في مصر إلى نحو 6 ملايين مريد ، وقد اشتهر عن بعض أتباع الرفاعي حديثا القيام بأفعال عجيبة كاللعب بالثعابين، وركوب الأُسود، والدخول في النيران المشتعلة دون أن تحرقهم أو تؤثر فيهم، وغيرها، فهذه مما لم تكن معروفة عند الشيخ الرفاعي، لكنها استُحدثت بعد وفاته، وإن كان الشيخ قد عُرف بحنانه الشديد على الإنسان والحيوان، وكان أشد ما يكون حدبًا ورعاية للحيوانات الضالة والمريضة. ومن مراسمهم "عدة النوبة"، وهي عبارة عن الدفوف والطبول الأحمدية الكبيرة، يضربونها في ليالي الجمع، ويجتمعون عليها؛ لاعتقادهم أنها تنشط المريدين، وتروّح عن القلوب.
وتقسم مراتب العضوية في الطريقة إلى مريدين، ولكل مجموعة من المريدين شيخ، ولكل مجموعة من الشيوخ شيخ سلك الطريق من قبل أن يوجههم ويسمى خليفة الخلفاء، ولكل مجموعة من الخلفاء خليفة.
وتبدأ طقوس الانضمام إلى الرفاعية بالبيعة التي يؤديها المريد للشيخ على السجادة، لاصقاً ركبتيه ويقرأ الفاتحة، كما يقرأ عليه الشيخ البيعة، ويطلب منه الاستغفار والتوبة، ويردد المريد خلفه الرضا بمشيخته وإرشاده بطريقة الرفاعي.