كان الإعلامي القدير الأستاذ أمين بسيوني (رحمه الله) مدرسة إعلامية بحق، تعلمنا فيها الكثير؛ فقد أسعدني الحظ أن تتلمذت على يديه مباشرة في مناسبات كثيرة، وعلى يدي تلامذته في مناسبات أكثر.
كان الأستاذ أمين يمتلك ذكاء اجتماعيًا لا حدود له، لذا نجح في إدارة الأماكن التي شغلها رئيسًا أو مديرًا مثل رئاسته لإذاعة صوت العرب ، ولاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وللشركة المصرية للأقمار الصناعية (نايل سات) وغيرها.
أما أمين بسيوني المذيع والمحاور فحدث عنه وعن براعته ولا حرج:
فقد تعلمنا من أمين بسيوني أنك حين تجلس على كرسي المذيع فأنت لا تمثل نفسك، بل تمثل الملايين التي تشاهدك، والتي بمشاهدتها إياك فوضتك تفويضًا ضمنيًا بأنك مكانها تتحدث باسمها، وتتحدث عنها وإليها، وتسأل أسئلتها وتطرح همومها.
وتعلمنا من أمين بسيوني أنه لا يجوز للمذيع السخرية أو التندر بحق فئة من فئات المجتمع - وإن نزلت في السلم الاجتماعي - لأنك تعبر عنها. وهي تشاهدك لتقول ما تريده هي لا ما تريد أن تقوله أنت، وإن حدث وتجاوز ضيفك في حق أي فئة فعليك أن تستوقفه وتعتذر عما بدر منه.
وتعلمنا من أمين بسيوني أنك حين تجلس على كرسي المذيع فأنت تضع انتماءاتك الحزبية والسياسية بل وحتى الرياضية، فضلًا عن آرائك الشخصية خارج باب الاستوديو.
وتعلمنا من أمين بسيوني أن رأي المذيع عورة يجب أنت تستر على الهواء، وإذا أردت أن تعبر عن رأيك في قضية ما فاطرحه في شكل سؤال. أما آرائك الشخصية فليس مكانها الهواء.
وتعلمنا من أمين بسيوني أنك حين تجلس على كرسي المذيع فإياك أن تتعالم أو تتعالى على جمهورك، بل التزم التواضع دائمًا حتى في الأمور التي تحيط بها علمًا، فأنت في موقع من يتعلم مع جمهوره ويبحث عن إجابة لأسئلته وأسئلتهم.
يا أستاذ تامر أمين : لقد تعلمنا كل ذلك من أبيك!!!!!