دائما ما كانت مصر على مر العصور نظرا لما حباها الله به من موقع متميز لا مثيل له
وثروات طبيعية عديدة محل طمع للأخرين
وحتى وقتنا هذا وهذه ليست نظرية للمؤامرة ولكنها حقائق تاريخية فى مصر.
وها هم الفرس فى عصور قبل الميلاد يطوقون للإستيلاء على الدولة المصرية القديمة القوية ذات الحضارة العريقة مستغلين بعض مراحل ضعفها.
مع ميلاد الدولة الهخامنشية الفارسية فى منتصف القرن السادس قبل الميلاد والتى أراد ملوكها أن يثبتوا لمواطنيهم أنهم يفوقون أسلافهم أصحاب الميراث الحضارى قوة واقتدار فصمموا على بسط نفوذ دولتهم فى جميع الأتجاهات وخرجوا بحملات مسعورة قوية تدق الأرض دقا عنيفا تحت قيادة قورش الثانى فأكتسحوا دولة ليديا فى آسيا الصغرى ثم استولوا على بابل العراق ذات التاريخ المجيد ' حينها أحسوا بسهولة إخضاع العالم المحيط بهم والذى مزقته الصراعات والحروب المتصلة لحكومة عالية واحدة يكونوا هم أصحابها.
مات الملك قورش عام ٥٢٩ ق.م قبل أن يحقق حلمه بفتح مصر والتى كانت هى وبلاد الأغريق فى اليونان والفرس القوى الدولية الثلاثة فى ذلك الوقت .
وتولى تحقيق هذا الحلم الملك قمبيز الثانى
وعندما بدأ مشروعه لغزو مصر من الحدود الشمالية الشرقية ساعدته الظروف حيث استسلمت له بلاد الشام بدويلاتها الكثيرة ووضعت فينيقيا اساطيلها تحت أمرته ' تخلت قبرص عن التعاون مع مصر وصادف كل هذا أن فقدت مصر ملكها القوى الماهر بوفاة الملك احمس الثانى وخلفه على العرش ملك شىء الطالع هو بسماتيك الثالث. من الناحية الداخلية ايضا كان بمصر اعداد من اليهود والأغريق الذين اعتبروا والد قمبيز قورش هو المسيح المنتظر بالنسبة لهم فأصبحوا على استعداد للتعاون معه وتذليل كل العقبات من أجله.فبعضهم خان الدولة المصرية وانتقل إلى صفوف جيش قمبيز وامدوه بكل المعلومات عن الدولة المصرية وعن إمكانياتها العسكرية.
مع كل هذه الظروف الغير مواتية قاومت جيوش مصر جهد الأستطاعة وخاضت معركة عنيفة ضد الفرس بقيادة بسماتيك فى الفرما ( بلوزيوم ) التى تسمى بلوظة اليوم وذلك عام ٢٥٢.
وقد وصف المؤرخ هيرودوت المعركة بعد ما شاهد آثارها بعد ثلاثة أرباع القرن من وقوعها فشهد بضراوة ما حدث فيها وقد ذكر ملاحظة غريبة ذكر فيها أنه رأى جماجم الفرس من ناحية وجماجم المصريين من ناحية عند مصب فرع الفرما ولاحظ أن جمجمة الفارسى يمكن أن تكسر بحصاة صغيرة على الرغم مما عرف عن ضخامة رأس الجنس الآرى الذى ينتمى له الفرس. بينما لا تنكسر جمجمة المصرى إلا بضربة حجر كبير مما يعنى صلابة الدماغ المصرى وقوته.
وأمام الطوفان الفارسى تراجع الجيش المصرى إلى منف ولكنها سرعان ما سقطت هى الأخرى وتم أسر الملك بسماتيك الثالث
ثم أطلق سراحه فقرر أن يواصل المقاومة
ويحاول استعادة جيشه وقوته لمحاربة الفرس المحتلين فماذا حدث له ؟
نكمل فى الحلقة القادمة بإذن الله.