سؤال وجيه لابد أن نوجهه لأنفسنا لأن الكثير منا لم يحسم الإجابة عليه بعد، هو: كيف نتعامل مع الآخر هل نتعامل معهم بحسن النيبة أم بالاحتياط والحرص والتدقيق والانتباه؟
سؤال وجيه لابد أن نوجهه لأنفسنا لأن الكثير منا لم يحسم الإجابة عليه بعد، هو: كيف نتعامل مع الآخر هل نتعامل معهم بحسن النيبة أم بالاحتياط والحرص والتدقيق والانتباه؟
هل نتعامل معهم بالمبادرة إلى تقديم المعونة والمساعدة، أم ننتظر حتى نرى إذا كانت هذه المعونة وتلك المساعدة سوف يتم مكافأتها بمثل أو سيتم تجاهلها وإنكار جميلها هل نتحسب عند التعامل مع الآخر من أن نكون في غاية الكرم والبذل ثم نشعر بخيبة الأمل ونردد عبارة 'أتقى شر من أحسنت إليه'، أم نعمل الخير ونترك جزائه على الله (لأننا قطعاً لنا نرميه في البحر، بل نضعه بين يدي الله)؟ هل على الرجل/ الرجال أن يثق بالمرأة/النساء أم العكس؟
ونحن نسمع فريقاً مهماً من النساء يحذر النساء من الرجال، وفريقاً آخر من الرجال يحذر الرجال من النساء؟ هل نتعامل بالفضل أم بالعد؟ بالكرم أم بالمنتحة المحسوبة؟ هل نكون على طبيعتنا أم نصنع لأنفسنا صورة image نريد أن ...... بين الناس؟
سهل أن تجد هذه الأسئلة من يجيب عليها بمنطق الحذر والتحوط وعدم الانصياع وراء حسن النية وعدم افتراض الخير الكامل في الآخرين، واعتراض أن كل طرف آخر لديه خطة، واستراتيجية، وأجندة، ومصالح، ووجه آخر غير الذي يظهر لنا, وسهل أيضاً – وإن كان ليس بنفس الدرجة- أن تجد هذه الأسئلة من يجيب عليها بمنطق المبادرة إلى الخير، والتوكل على الله، وحسن الظن بالغير لأن الظن إثم، والمبادرة أفضل من التردد والمراوجة في المكان بسبب الشك....
الحل طبعاً لهذه المعضلة يبدأ بالإقرار بأن الاتجاه إلى هذا الطريق أو ذاك الطريق هو طبع لدى معظم الناس... وأن من إصابة الأذى من حسن النية وتقديمها على الشك والحرص والتحسب والانتباه سوف يتجه في الغالب وليس دائماً- بقوة إلى الاتجاه المضاد. وعلينا الإقرار كذلك بأن كل إنسان يعطي للآخرين انطباعاً بأنه من أصحاب هذا الاتجاه أو ذلك، يجعل الآخرين – في الغالب وليس بالضرورة الحتمية= يتعاملون معه على ......................
ومن المنطقي أن يبحث من يحاول الإجابة على السؤال بشكل نظري عن 'الطريق الثالث' وعن 'الطريق الوسط'، الذي لا تفريط فيه إلى حد السذاجة، ولا إفراط إلى حد الشك والاتهام والتوجس والبارانويا. من المنطقي أن يقول أصحاب هذا الاتجاه أنه لابد من مسار وسط بين هذا وذاك، بحيث لا يؤدي أحد الطريقين إلى خسائر نلوم أنفسنا عليها، ولا يؤدي الطريق الآخر إلى انعزالنا وتوقعنا واغترابنا عن ......................................
أصحاب هذا الاختيار الوسطي أيضاً أن نقطة الوسط بين هذا وذاك لابد وأنها تتحرك في المنتصف بين الميل إلى هذا الجانب أو ذاك الجانب يميناً ويساراً، وذلك حسب كل حالة، وكل شخص وكل ظرف نجده أو نتوقعه أو نتعامل معه... وبين هذا وهذا، نكتب الخبرة في الحياة، ونفرز الأصدقاء والزملاء والجيران والمعارف بين من يستحق منا هذه المعاملة، وبين من يستحق منا المعاملة الأخرى.