أميرة البيطار تكتب.. "رَجُل إلا ربع"

أميرة البيطار تكتب.. "رَجُل إلا ربع"
أميرة البيطار تكتب.. "رَجُل إلا ربع"

عكس كل القيم والأخلاق، لمن يردد هذه العبارة أقول: "عارفين أشباه الرجال ؟" .. هذا المقال روشتة التمييز بين الرجال وأشباههم.

أشباه الرجال أن تتخلى عن الجدعنة والأصل، وتتحلى بالأنانية، يعنى لو صاحبك فى ضيقة أتركه وحده، يعني لو حد لجأ لك اتخلى عنه، فكر في نفسك، هو اللي يخون الأمانة، يعنى لو حد أمِّنك على بيته، أو فلوسه اسرقها عادى وحطها فى جيبك، ولو أمنك على عائلته ما تسألش فيهم، أشباه الرجال هو الذى يتنكر للجميل، وبسهولة مطلقة، يعني تعمل له خير كتير يعتبر دا عادى، وفرض عليك، وأما ييجى وقت يرد لك الجميل يخلع، كافئ الخير بالشر، قالت الحكمة الشهيرة "إن الرجل هو الكلمة شرف الرجل هو الكلمة، شرف الله هو الكلمة" ، كلمة لا تقال إلا لمن يتصف بالمعنى الحقيقي للرجولة، (فليس كل ذكر رجل)، معنى تاه عند الكثيرين في مجتمعنا المعاصر، فالرجولة تقترن بتحمل المسئولية ، الصدق، الأمانة، وليست حرية أن يفعل الرجل مايشاء وقتما يشاء ، وليست سيطرة وهيمنة وفرض رأي أو صوت مرتفع ترتجف منه جدران البيوت خيفة غضبه أو ارتفاع صوته، لقد سلبت صفة الرجولة من معظم الذكور عندما فقدوا أدوارهم وأصبحوا أشباه رجال ، متواكلون على غيرهم، وسارت النساء تعول الرجال حتى إننا نصف الواحدة منهن فى مواقف كثيرة بأنها بمائة رجل، هل من العدل أن تكد المرأة وتعمل لتنفق على بيت يوجد به رجل سلبي عاجز فى كل شئ حتى فى الحقوق الزوجية، وكل مؤهلاته إنه يحمل صفة الذكورة ؟ إنه ذكر، يتصف بصفات القوامة الشكلية، فلا دين، ولا عرف، ولا أخلاق، ولا أي إحساس بالمسؤولية.

أشباه الرجال مع المرأة هو من يلعب بمشاعرها، ويستخف بحبها له، من يجعلها تعاني، و يتركها من دون أى سبب حقيقى، يخترع لها حجج غير حقيقية أو حتى حقيقية، هل هانت المرأة لدرجة أن تتحمل فوق طاقتها مع زوج يلقي الأوامر ولايعطيها أبسط حقوقها ؟ وهل من المنطق أن تفرض عليها طاعته ؟ وتتمسك القوامة طبقاٌ لشرع الله الذى فرض واجبات على الرجل عليه أن يقوم بها أولاٌ حتى توجب طاعته، لقد جاءت كلمات الله عز وجل لتحدد قوامة الرجل .. يقول سبحانه : الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، فالرجال قوامون على مصالح الأسرة بالرعاية والتربية والإنفاق ، وهى نوع من التكليف وليس التمييز، لأن الله خلق الرجال بطبيعة خاصة قادرة على تحمل المسؤولية و التحكم فى إدارة شئون الأسرة من خلال قيادة حكيمة تضمن لها السعادة والحماية والأمان.

إن هناك خلط بين الذكورة والرجولة، فليس كل رجل ذكر و ليس كل ذكر رجل، فكم عاش ذكور على وجه الأرض وماتوا ولم يعرفوا الرجولة طيلة حياتهم، فالذكورة تصنيف بإرادة الله يبدأ منذ الميلاد، أما الرجولة صفة مكتسبة تصنعها التربية والأخلاق، فالرجولة الحقة تقترن بالكمال والرشد والنضج والثبات في التعامل مع مواقف الحياة، إنه من الجور أن تتحمل المرأة مسئولية نفقتها على نفسها وعلى بيتها، حيث يشكل هذا عبئًا ثقيلاٌ يأخذ من طاقتها وجهدها وعمرها، كما أن عدم إحساسها بالأمان يخلق بداخلها الكثير من الخوف والقلق وعدم الإستقرار وحقيقة الأمر أن الكثير من النساء فى عمر الشباب فى مجتمعاتنا تقومن بأدوار أزواجهن مما يشكل ظلم بيين يقع عليهن مما يخالف طبيعتهن وفطرتهن ورسالتهن التى خلقن لها، ومايزيد الأمر سوءاٌ هو خوف الكثير من الزوجات من فكرة الطلاق من منطلق الشكل الاجتماعي واكتساب لقب مطلقة فى مجتمع شرقي له أيدولوجية ظالمة للمطلقات ، ومخاوفهن أيضا من مطمع الرجال، لتستمر حياتهن فى صراع مقيت من أجل أفكار بالية.

إن التحرر من أشباه الرجال ، هو القرار الصائب لكل إمرأة تصبو إلى حياة كريمة حتى لو لم تتزوج مرة أخرى، فضلت الوحدة على أن تبقى شمعة تحترق في الظلام مع أعمى، فالأكرم لها أن تعيش بلا زوج على أن تعيش مع أشباه الرجال، الذين تعودوا على ممارسة هواية اللامبالاه، وعدم تحمل المسؤولية، لكن دائما وأبدًا تقف الأمومة حائلا أمام التحرر من أشباه الرجال، فالكثير من النساء لا يفكرن لو لمجرد التفكير في الطلاق من أجل أمومتهن حتى إنهن يتحملن حياة كريهة من أجل أبنائهن، ياله من ثمن غال يدفعهن من أجل أمومتهن، ويالها من تضحية تجعلهن تيجان على رؤس من يدرك هذه التضحية النبيلة، ألا يستحقون هؤلاء كل التقدير والاحترام !

فتحية لكل امرأة نبيلة، خاضت التجربة بشرف وكبرياء، استطاعت أن تثبت ذاتها، وكانت أميرة فوق العادة، في مجتمع الرجل إلا ربع، فسحقا لأشباه الرجال في مجتمعنا العربي، وتحية لكل الرجال الذين آمنوا بأن المرأة نصف المجتمع، ولها دور في بناء الوطن .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً