سودانستان ( 1 ) انقذوا السودان الحبيب قبل فوات الأوان !

تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع
تجدد الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع

بين ترحاب وخوف أتابع بعين المراقب النزوح الكبير لأهلنا من السودان الحبيب إلى كل المدن المصرية وخاصة القاهرة والجيزة، الترحاب من أني قد عشت ضيفا في السودان لفترة فلم أجد غير الرحب والسعة من أهل السودان الحبيب ، ولكن الخوف الذي ينتابني خوف شديد على مستقبل ومصير السودان الحبيب في قادم الأيام .

وبعيدا عن برقيات وكالات الأنباء الزائفة ، فما يجري في السودان حاليا هو حالة غير مسبوقة ليس فقط في تاريخ السودان الحبيب، بل في تاريخ هذه المنطقة من العالم، ففي الوقت الذي اكتب فيه هذا المقال تشهد عدد من المدن السودانية حملات تجنيد للاطفال بين سن 12 - 14 عاما في معسكرات المقاومة الشعبية، وتشرف على هذه المعسكرات عناصر معروفة بانتمائها للحركة الاسلامية السودانية بزعامة على عثمان طه القيادي التاريخي في الحركة

وسبق لعلي عثمان طه أن تحدث علنا عن ميلشيات مسلحة تتبع الحركة بمقولته الشهيرة: «لدينا كتائب ظل تعرفونها». و يقع المعسكر الرئيسي لتدريب اطفال الحركة الاسلامية على السلاحة في مدينة شندي التي تبعد نحو 300 كيلومترا شمال الخرطوم، ويستغل القائمون على معسكرات تدريب الاطفال على السلاح حماسة الأطفال وبساطتهم وصغر سنهم وحاجة أسرهم للمال بعد أن عجزت الأسر السودانية عن إطعام أطفالها، كما يستغل القائمون على هذه المعسكرات الفراغ الذي يعيشونه بسبب الابتعاد عن مقاعد الدراسة لأكثر من 10 أشهر بسبب الحرب، وهو ما وتزامن ذلك مع الدعوة لتشكيل المقاومة الشعبية لمساندة الجيش السوداني الذي عجز حتى الان عن مواجهة تمرد قوات الدعم السريع .

ولم تقتصر حملات توزيع السلاح على مناطق القتال في الخرطوم او دارفور فقط بل امتدت لتشمل معظم الولايات السودانية، وتأتي حملات توزيع السلاح على المدنيين بعد فشل الجيش السوداني في التصدي لقوات الدعم السريع التي تتوسع على الارض، ووتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المناطق الحيوية في العاصمة الخرطوم كما استولت على المقارات الرئاسية ومراكز قيادة للجيش السوداني ، كما استولت قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني بعد ان انسحبت قوات الجيش السوداني المدافعة عن المدينة بدون قتال، ولا يعرف على وجه التحديد من يقود المقاومة الشعبية السودانية حاليا لكن ظهرت اسماء قيادات مدنية سودانية لها ارتباط بجماعات دينية نافذة .

ولجأ الجيش السوداني لتشكيل المقاومة الشعبية بعد ظهور خلافات عاصفة داخل الجيش السوداني ورفض من جانب قادة الاولوية خارج الخرطوم في الحرب ضد الدعم السريع، ويتهم قادة اولوية الجيش السوداني المتمردة على قيادة عبد الفتاح البرهان اللجنة الامنية المحيطة بالبرهان بالسيطرة على مقاليد الجيش السوداني ، فحتي الان يرفض قادة الاولوية السودانية خارج الخرطوم الانضمام لقوات الجيش السوداني المدافعة عن العاصمة، كما يرفض قادة الاولوية السودانية خارج الخرطوم التصدي لقوات الدعم السريع التي تتوسع عسكريا في الاقاليم .

وامتد تمرد اولوية الجيش السوداني حتى طال قيادة قوات الدفاع الجوي السوداني ولم يقتصر هذا التمرد على اولوية المشاة فقط، ولجأ البرهان واللجنة الامنية التي تدير شؤون الجيش السوداني للاستعانة بكتائب الظل التي تخضع لقيادة الحركة الاسلامية في السودان، ويطالب قادة الاولوية المتمردة على قيادة البرهان بتفكيك اللجنة الأمنية المتحكمة في شؤون القوات المسلحة السودانية بشكل كامل.

ومن المؤكد أن توزيع السلاح بهذا الشكل الفوضوي على المدنيين سوف يخلق حالة من الفوضى ومراكز نشاط جديدة للارهاب فهل ينقذ عقلاء السودان بلادهم قبل فوات الاوان أم تنزلق السودان لمصير الدولة الفاشلة ومركز جديد لتصدير الارهاب في العالم ؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
منتخب مصر يتقدم على كاب فيردي بهدف في شوط أول مثير بتصفيات أمم إفريقيا