وسط مخاوف مؤكدة على مستقبل السودان الحبيب، أصبح من الواضح أكثر من أى وقت مضى ان نخبة السودان باعت وطنها مقابل ذهب حميدتي ، تاجر الإبل ومجرم الحرب، الذي أبادت قواته بكل وحشية عشرات الالاف من الشعب السوداني المسالم منذ اندلاع الحرب الأهلية وحتى الآن، ولا يزال هذا المجرم بميلشياته التي لا يعلم أحد من أين يحصل لها على السلاح والمرتزقة من كل بقاع الأرض، مستمر في الدفع بالسودان الحبيب للهاوية، ليحقق حلم مجنون بأن يؤسس لنفسه ولعائلاته مملكة على جماجم عشرات الالاف، بل مئات الالاف من البشر الذين ذبحهم منذ أن استعان به نظام البشير القاتل ليقتل له معارضيه ويوطد سلطته بأى ثمن.
لقد هالني وأفزعني ما طالعته من مخلص لتقرير الأمم المتحدة المرفوع لمجلس الأمن، والذي يتهم مباشرة حميدتي ومرتزقته من الميلشيات القاتلة بقتل 15 ألف إنسان دفعة واحدة في دارفور على خلفية عرقية، نعم فلقد أدان تقرير مرفوع لمجلس الامن يدين ميلشيات الدعم السريع بالقتل الجماعي ل 15 ألف إنسان في دارفور، ففي التقرير المقدم إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عزا مراقبو العقوبات المستقلون التابعون للأمم المتحدة عدد القتلى في الجنينة إلى مصادر على الأرض هناك كما جاء في تقرير الأمم المتحدة .
ولكل من يعرف طبيعة التنظيمات الميلشياوية شبه العسكرية فمن المؤكد ان حميدتي هو الذي اصدر الاوامر للقوات التي تأمر بأمره للقيام بكل هذه الاعمال الوحشية ، وأثبت التقرير المرفوع لمجلس الامن أن مدينة الجنينة شهدت بين أبريل ويونيو من العام الماضي "أعمال عنف مكثفة"،
واتهم التقرير الأممي المرفوع لمجلس الأمن قوات الدعم السريع باستهداف قبيلة المساليت العرقية الإفريقية في هجمات "قد ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وكتب مراقبو العقوبات في تقريرهم السنوي إلى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا "تم التخطيط والتنسيق والتنفيذ للهجمات من قبل قوات الدعم السريع".
وتضمنت مئات المقابلات مع ناجين من أعمال التطهير العرقي التي يقوم بها حميدتي ومرتزقته من الدعم السريع على أدلة تصف مشاهد مروعة لإراقة الدماء في الجنينة وعلى الطريق الذي يبلغ طوله 30 كيلومترا من المدينة إلى الحدود مع تشاد بينما كان الناس يفرون. جاء في التقرير إنه في الفترة ما بين 14 و17 يونيو فر حوالي 12 ألف شخص من الجنينة سيرا على الأقدام إلى أدري في تشاد.
وجاء في التقرير المرفوع لمجلس الامن أن النساء والاطفال من المساليت يشكلون الأغلبية من الذين تعرضوا لجرائم مروعة على يد ميلشيات الدعم السريع, وتضمن التقرير أنه تم فصل النساء والرجال، وتعرضوا الجميع التفتيش والسرقة والنساء للاغتصاب علنا على يد مرتزقة الدعم السريع، ليس هذا فحسب بل خلال حملة التفتيش المروعة أطلقت قوات الدعم السريع النار عشوائيا على سيقان مئات الأشخاص لمنعهم من الفرار من عمليات الاغتصاب والقتل .وقال التقرير انه تم استجواب المحتجزين بشأن انتمائهم العرقي. وإذا تبين أنهم من المساليت، يتم إعدامهم برصاصة في الرأس، كما وتعرضت النساء للاغتصاب من جانب مرتزقة الدعم السريع وأعادت ميلشيا الدعم السريع احياء الرق التقليدي حيث تم بيع النساء في سوق علني للعبيد .
فهل هذا المجرم ( حميدتي ) الذي يفعل كل هذا هو الشخص الجدير بأن يضع عبد الله حمدوك، رئيس وزراء الثورة في السودان، كل ثقة قطاع كبير من النخبة السودانية فيه، بل ويبرأه من جرائم مرتزقته في تصريح غريب قصد منه توفير غطاء سياسي لقاتل محترف بل لمجرم ارتكب جرائم ضد الإنسانية .
إن النخبة في السودان ترتكب نفس الخطأ الذي ترتكبه النخب العربية المزعومة التي هى في حقيقة الأمر سبب كل النكبات التي مر بها التاريخ العربي العصر الحديث ، فمع الأسف النخب العربية لا ترى حتى ما تحت قدميها، والنتيجة ما نعيشه الآن من نكبة إلى نكبة .. والعاقبة عندكم في المسرات !