أخطاء الإخوان السبعة.. نظرة عن قرب لتصدعات الداخل ( 2/ 7 )

الاخوان والشيعة
الاخوان والشيعة

يمثل سقوط جماعة الاخوان في مصر وفي بلدان اخرى من العالم نتيجة طبيعية لما ارتكبته الجماعة من أخطاء على المستوى السياسي العام من ناحية وعلى مستوى علاقات الجماعة مع القوى الأخرى الفاعلة في المجتمع من ناحية أخرى، فلأول وهلة ومع سقوط نظام مبارك وبروز الجماعة في الشارع كأكبر جماعة منظمة على الأرض، ثم حصولها على تمثيل برلماني هو الأعلى في تاريخها، في هذه الظروف الاستثنائية ظنت الجماعة أن هذا الوضع يشكل تفويضاً شعبياً لا رجعة فيه، لذلك لم يكن غريبا أن تظهر الجماعة في مثل هذه الظروف كل هذا التردد ًفي تقديم التنازلات اللازمة لتجنب الصدام مع النخب العلمانية غير الدينية، ثم الصدام الحتمي بين الطرفين في نهاية المطاف، وكانت المحلصة النهائية هو أن جماعة الإخوان تورطت في معركة لا يمكن الفوز فيها، وكان الدافع وراء تورطها في هذه المعركة هو الحماس الأيديولوجي وأوهام العظمة أكثر من التقييم الواقعي للبيئة السياسية.

الجماعة تفتقر إلى أيديولوجية مستدامة ومشروع سياسي مستدام

من الناحية الأيديولوجية، أظهرت الجماعة استعدادا مدهشا لأن تتنازل عن جزء لا يمكن الاستهانة به من أفكارها العامة في سبيل التحالف مع قوى سياسية أخرى، ورأينا على سبيل المثال الجماعة تخلي دوائر لعناصر سياسية تعتنق فكرا مخالفا كل المخالفة للجماعة، ولكن مع ذلك لم تستطع الجماعة أن تعطي أدلة على أنها لفظت ما يتصل بالمكونات المناهضة للديمقراطية بشكل أساسي في عقيدة الإخوان والانفصال بين المواقف المعلنة للجماعة وبين حقيقة أيديولوجيتها التي يعتنقها التنظيم ، وهو ما أكد في المحصلة النهائية أن الجماعة تفتقر إلى أيديولوجية مستدامة ومشروع سياسي مستدام.

التحول من من سياسة الاسترضاء الفاشلة إلى سياسة المواجهة الأكثر فشلاً

وعلى الرغم من الأداء السياسي المتعاظم للجماعة في بدايات الحراك السياسي الذي حدث بعد سقوط نظام مبارك، إلا أن الجماعة فشلت المجموعة في الارتقاء إلى مستوى الحدث، لقد حاولت الجماعة أن تقدم نفسها للآخرين على اعتبار أنها جماعة 'ديمقراطية محافظة' أو إسلامية، لكن مع ذلك فقد وضعت لنفسها أولوية هى الحفاظ على الوحدة التنظيمية للجماعة، لكن مع ذلك فقد شهدت هذه المرحلة انشقاقات واضحة في القيادة العليا للجماعة، لدرجة أن شخصا مثل الدكتور محمد حبيب الذي ظل النائب الأول لمرشد معظم فترة حكم مبارك خرج عليها وتبرئ حتى من مجرد الانتماء لها من الأساس، لكن في كل الأحوال فإن الفشل الكبير الذي سقطت فيه الجماعة هو أنها اضطرت في نهاية المطاف، تحت ضغوط من داخلها إلى التحول في علاقاتها مع الدولة القديمة بعد سقوط نظام مبارك، من سياسة الاسترضاء الفاشلة إلى سياسة المواجهة الأكثر فشلاً، وكانت النتيجة النهائية لكل هذه المواقف المتناقضة هى أنها دفعت ثمنا لا يمكن تحمله سواء للجماعة أو لأى اجتماعي أو سياسي آخر .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مفاجآت بالجملة في تشكيل منتخب مصر أمام كاب فيردي.. إبراهيم عادل وطاهر بالهجوم