اعلان

طارق متولي يكتب: القانون المخروم

طارق متولي
طارق متولي

النجاح ليس ضربة حظ كما يروج البعض ،النجاح له ادوات لا يحصل إلا بها والتمكن من إستخدامها ، تحقيق الثروة في حد ذاته ليس نجاحا فقد يحقق البعض ثروة بطرق غير مشروعة فاللص الذي يسرق قد يصير ثريا يعيش في القصور، ويركب السيارات الفاخرة وكذلك تاجر المخدرات او المختلس والمرتشي والنصاب .

قد يرى البعض ان هذه النماذج ناجحة خاصةً اذا استطاع الواحد منهم أن يتخفى في صورة اجتماعية شريفة عن طريق غسيل الأموال المعروفة. إن هؤلاء يدمرون المجتمع ويؤذون الآخرين بلا ادني شك ويخسرون في النهاية عند اكتشاف سرقاتهم وفسادهم بعد ان يكونوا قد أحدثوا اكبر الضرر في مجتمعاتهم.

هؤلاء في الحقيقة يشكلوا عقبة كبيرة أمام النجاح الحقيقي للمجتمع ككل إذ ان فسادهم يتزايد ويتراكم حتى يغلق الباب أمام القنوات النظيفة والشرفاء من الناس فلا يجد هؤلاء وسيلة او منفذ للعمل الصالح الجاد. أي محاولة للنجاح والتقدم تبدأ بمحاربة الفساد إذ لا يمكن أن تتقدم أمة ينتشر فيها الفساد.

الفساد اذا تركت اقل القليل منه يكبر و يقوى ويصبح من الصعب محاربته لهذا تجد في الدول المتقدمة نسبيا لا يسمحوا بمخالفة القانون ولو مرة واحدة ويطبقوا العقاب على الكبير والصغير بلا استثناء لأنهم يعرفون ان مجرد خرق القانون مجاملة لمسؤول او تكريما لصاحب مكانة يهدم القانون من أساسه وسيكون لديهم قانون مخروم فارغ من الهواء الذي يمده بالحياة.

لا يعيب أي مجتمع أن يظهر فيه الفساد فهذا وارد في كل المجتمعات ولكن يعيبه أن يترك هذا الفساد دون محاسبة مهما كانت الأسباب ومهما كان أصحابه.

عن عائشة رضي الله عنها قالت أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب فقال أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. حديث صحيح. وإلى لقاء آخر بإذن الله

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً