داليا عماد تكتب: ما بين ترامب وهاريس.. لا حل وسط

داليا عماد.. المشرف العام على التحرير في أهل مصر
داليا عماد.. المشرف العام على التحرير في أهل مصر

لماذا يجب علينا نحن كعرب أن نختار بين السيء والأسوأ؟، لماذا نختلف فيما بيننا حول دعم اسم فيها بعينه؟، ما عساه يكون الجديد فى إدارة شخصين عانينا نحن بأنفسنا مواقفها المنحازة دوماً للجانب الصهيونى؟.

فلم يروي لنا التاريخ حتى نقول لم نشاهد، بل شاهدنا بأُم أعيننا فى 6 ديسمبر 2017 اعتراف ترامب رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس؛ فى تحول بعيد عن الحياد الأمريكي الذي ظل طيلة سبعة عقود في هذا الاتجاه، كما أننا مازلنا نشاهد يوميا غزة وهى تُباد ويُقتل فيها الجميع دون تمييز؛ في ظل إدارة بايدن التي تترشح نائبته اليوم عن الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية

ماهو الجديد الذى عساه يحل على المنطقة إن فاز هذا أو تلك فى انتخابات يتابعها العالم بأسره؟، أرى ألا جديد فيها يذكر على المنطقة.

لماذا لا نستغل المهاجرين العرب والذي يمثل صوتهم قيمة وقوة فى الولايات المتحدة الأمريكية فى دعم مرشح معتدل يتعامل مع مشاكل المنطقة بمنطق أكثر اعتدالاً؟.

تخوض الطبيبة "جيل شتاين "ذات الـ 74 عاماً والتي تنتمي لـ(حزب الخضر) سباق الرئاسة الأمريكية كمرشحة عن حزب الخضر، وهي سيدة ذات أراء معتدلة نوعاً، وتعبر عنها دوماً فى تصريحات أراها هامة، ولا أعلم كيف لم يلتفت لهذة السيدة؟، فهى ترى أن الشعوب والأديان عاشا معاً بلا حروب قبل ظهور الصهيونية، وهى تعي وتفرق جيداً بين فهم اليهودية والصهيونية، وتعلم أن الأولى ديانة لها قدسيتها والثانية حركة سياسية تدعم الحروب وتستخدم الدين لتحقق أهدافها الاستعمارية.

ودللت على حديثها أن رجال الدين المسلمين والقساوسة والحاخامات عاشوا معاً فى سلام داخل القدس قبل ظهور الصهيونية وأنها المسئولة عن كل ما يحدث فى المنطقة الآن.

سيدة كهذه تمثل فكراً معتدلا كان يجب دعمها فهى ليست المرة الأولى التى تخوض فيها الانتخابات، بل سبق وخاضتها فى 2016 من قبل.

وحيث أن الجميع الآن يتصارع ما بين دعم السئ والأسوأ، أُعلن أنا وإن كان ليس لي صوت انتخابي أن صوتي لـ"جيل شتاين"، وأن ما عايشته للبلطجة السياسية مع ترامب، ومازال أنصاره محبوسين إثر اقتحامهم لمبنى الكونجرس على خلفية رفضه هزيمته في الانتخابات السابقة أمام بايدن يجعلني أرفضه، وأن على هاريس أن تهتم بمنزلها وزوجها أفضل، فهى تجيد الرقص، وأنا لم أرى لها طعماً سياسياً طيلة أربعة أعوام كانت فيها نائباً للرئيس فلم أستطع أن أراها مارجريت تاتشر ولا مواطنتها أنديرا غاندي ولا حتى أنغيلا ميركل؛ لتقود العالم.

وعلى الرغم من أن الكثيرين حولي يرون أن فرصتها أكبر لكني أرى أن الانتخابات تسير بلا منطق بين ناخبين، فكلاهما لا يصلح وسيحكم أحدهم بعد ساعات العالم.

WhatsApp
Telegram